موسكو تترأس مجلس الأمن في نيسان… وتصعيد مع واشنطن بعد توقيف «مراسل جاسوس» نتنياهو والحلفاء متمسكون بالتعديلات… ويفشلون بحشد أكثر من 10 % من حشود المعارضة حمية: حزب الله لإنهاء عقد المطار… عفيف: من القرية الكبرى إلى القرى الصغرى إيقاع أميركي
} كتب المحرر السياسي
يقدم كل يوم المزيد من عناصر التصعيد في العلاقات الروسية الأميركية، إضافة لما توفره الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، حيث تحول حشد الدبابات الى رديف للحديث عن الصواريخ الحديثة والطائرات المسيّرة، مع الإعلان الأوكراني عن وصول دفعة من الدبابات الأميركية والغربية تجعلها أقرب الى النصر وإعلان موسكو عن الدفع بمئات من الدبابات الحديثة إلى جبهات الحرب. والجديد أمس، هو توقيف موسكو لمراسل صحيفة وول ستريت جورنال الذي اتهمته بالتجسس الحربي لصالح المخابرات الأميركية، ورفضت القول إنه مجرد اشتباه مؤكدة أنه تم ضبطه بالجرم المشهود، وسط إنكار واستنكار من الجانب الأميركي. وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي إنه «أحبط النشاط غير القانوني للمراسل المعتمد لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في مكتب موسكو المواطن الأميركي إيفان غيرشكوفيتش»، وأضاف « تمّ ضبط المراسل الأميركي من أصل روسيّ وهو يجمع معلومات تشكل سراً من أسرار الدولة «حول أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي بناء على تعليمات من الولايات المتحدة»، بينما تتولى روسيا بالتوازي رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان، وهو ما يعني تحكم موسكو بالقدرة الغربية على إثارة ملف أوكرانيا في جلسات المجلس خلال شهر الرئاسة الروسية، وهو ما وصفته كييف بـ الخبر السيئ.
على ضفة المواجهة الدائرة بين حكومة بنيامين نتنياهو وجبهة المعارضة المدعومة من الجيش وواشنطن، لم تصمد التطمينات التي تحدثت عن فرص للحوار والتوصل للتسويات، أمام الكلام الواضح لنتنياهو وحلفائه عن المضي قدماً بالتعديلات القضائية التي يرفضها ثلاثي المعارضة والجيش وواشنطن، وجاءت التظاهرة التي بذل نتنياهو وحلفاؤه جهوداً ضخمة لجعلها نوعاً من استعراض القوة أمام خصومه، لتمثل فشلاً لنتنياهو وحلفائه بعدما بقيت الحشود تحت سقف 10% من حجم حشود المعارضة فقارب الـ 30 ألف متظاهر في تل أبيب، بينما نجحت المعارضة بحشد قرابة الـ 300 ألف بين مظاهرات تل أبيب والقدس وحيفا وعدد من المدن في فلسطين المحتلة، ووفقاً لمصادر متابعة للشؤون الإسرائيلية فإن السبب يعود لتمركز مناصري نتنياهو وحلفائه في مستوطنات الضفة الغربية بعيداً عن المدن، بعكس جمهور المعارضة المتمركز في المدن.
في لبنان مواقف لحزب الله عبر عنها وزير الأشغال علي حمية بإعلانه قرار الحزب بالخروج من عقد قاعة السفر الجديدة في مطار بيروت بعد السجال حول قانونية العقد، وأنه يعتبر العقد كأنه لم يوجد، بينما كان مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف يطلق مواقف إعلامية في احتفال موقع صدى فور برس، حيث استخلص تراجع مسار العولمة لحساب الخصوصيّات، معتبراً أن شعار أميركا أولاً أطلق شعارات العراق أولاً ومصر أولاً والأردن أولاً وإيران أولاً ولبنان أولاً، ورأى ذلك نتاج انسحاب أميركا من مشروع العولمة الذي كانت وراء إطلاقه بصفته إطار هيمنتها على العالم، لكن العودة إلى القرية الصغيرة إعلامياً تتبعه العودة الى القرى الأصغر، مشيراً الى ظهور مواقع إعلامية تهتم بالمنطقة والجهة والحي، وبدا الكلام إسقاطاً لواقع التفتت السياسي والتشتت الطائفي الذي أشار إليه عفيف في مقدّمة كلمته، وما رافق سجال التوقيت الصيفيّ والشتويّ من شعارات ومواقف وصلت حد الحديث عن التقسيم.
فيما يستمرّ مسلسل الانهيار التدريجي المالي والاقتصادي والاجتماعي يبدو أن الشلل يقضم ما تبقى من مؤسسات ومرافق لا تزال على قيد الحياة والعمل، في المقابل لم تفضِ المشاورات الخارجيّة على الخط الفرنسي – السعودي حتى الساعة إلى نتائج عملية بانتظار استكمال المباحثات بين باريس والرياض وسط حديث عن زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإجراء مباحثات في عدة ملفات من بينها لبنان.
وعلمت «البناء» أن «السعودية لا تزال على موقفها من الملف الرئاسي اللبناني مع مرونة مستجدّة لجهة البحث بتسوية رئاسية، فالرياض لم تدخل في الشأن اللبناني ولا بأسماء بل تترك للمجلس النيابي اللبناني اختيار الرئيس الذي يمثل مصالح اللبنانيين وبعد انتخابه تتعامل معه وفق المواصفات التي تراها مناسبة ووفق برنامج العمل الذي يحمله وهوية الحكومة التي ستشكل لاحقاً وشخصية رئيسها وسياساتها الداخلية والخارجية لا سيما لجهة مكافحة الفساد والاستقلالية وحماية أمن الخليج والدول العربية»، لكن المعلومات تؤكد بأن السعودية «لم تضع فيتو على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وإن لم تتبنّه أو تعلن دعمها له». ولفتت المعلومات الى أن الفرنسيين «أعادوا صياغة مبادرتهم باتجاه تجاوز المقايضة مع السعودية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى الانفتاح على أسماء جديدة يمكن أن تشكل توافقاً بين اللبنانيين».
2023-03-31 | عدد القراءات 873