بوتين: المعركة مع واشنطن… وترامب في القفص… والحرس الثوري للردّ على «إسرائيل» المقداد اليوم في القاهرة… ومصادر مصرية: ترتيبات قمة الأسد ـ السيسي قيد البحث ماكرون بعد تفويض شركاء حوار باريس يبحث مع فرنجية شروط التسوية والضمانات
كتب المحرر السياسي
فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقيدة السياسة الخارجية الروسية الجديدة، بعد توقيع مرسوم نشرها، اعتبر أنّ جوهر هدف الدبلوماسية الروسية هو بناء تحالفات ترجّح كفة العالم المتعدّد الأقطاب بمواجهة مشروع الهيمنة الأميركية الذي يبقى عنوان المعركة التي تخوضها روسيا، من أجل عالم قابل للحياة تحكمه القوانين والتوازنات وتكافؤ الفرص، بينما تواجه واشنطن عودة الحياة للانقسام الذي شهدته مع غزوة الكونغرس قبل عامين، والملاحقة القضائية التي تنتظر الرئيس السابق دونالد ترامب أعادت إحياء خطوط التماس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ورغم الطابع الأخلاقي لملاحقة ترامب وما تتضمنه من إحراج توحّد الجمهوريون من خلفه واصفين الملاحقة بالانتقام الكيدي والسياسي ويستعدّون لملاقاة ترامب في نيويورك عبر احتجاجات تستعد الشرطة لملاقاتها باتخاذ إجراءات احترازية، ووفقاً لمتابعي قضية ترامب يبدو أنّ المسار القضائي سيضعف مكانة ترامب كمرشح مقبل للحزب الجمهوري، بينما تبدو التسويات التي يمكن أن تنهي القضية مشروطة بخروجه من السباق الرئاسي، إلا إذا اختار التصعيد واختبار المواجهة في الشارع وأخذ الشارع إلى انقسام ربما يخرج عن السيطرة.
في المنطقة أعلن الحرس الثوري الإيراني عزمه على الردّ على الغارات «الإسرائيلية» التي استهدفت ريف دمشق أول أمس وأدّت الى استشهاد أحد ضباط الحرس، وبدا إعلان الحرس عن استشهاد أحد ضباطه مقدّمة للإعلان عن قرار الردّ، ما يفتح احتمالات كثيرة أمام المشهد الإقليمي، وفقاً لطبيعة الردّ ومكانه.
في المنطقة أيضاً خطوة على طريق العلاقات السورية المصرية تفتتحها زيارة وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد اليوم الى القاهرة، وفق ما قالت مصادر مصرية إنها ستضع اللمسات التفصيلية على مضمون زيارة ينتظر أن يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد الى القاهرة تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما تؤكد المصادر المتابعة لمسار العلاقات العربية مع سورية أنّ المرحلة الفاصلة عن موعد انعقاد القمة العربية في الرياض في 19 أيار المقبل سوف تشهد الكثير من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السوريين ومسؤولي الدول العربية التي لم تقم بعد بإعادة علاقاتها الطبيعية مع دمشق.
لبنانياً، الاهتمام بما يحدث خلال زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية الى باريس، بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووفق المعلومات فإنّ فرنجية التقى مسؤول شؤون الشرق الأوسط في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، وربما يكون التقى ماكرون وعدداً من أفراد طاقمه، وانّ البحث ينطلق من تولي فرنسا بتفويض من شركائها في اللقاء الخماسي وفي طليعتهم السعودية، لإدارة حوارات تنتهي بعرض تصوّر متكامل لكيفية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بما يضمن الخروج من الفراغ أولاً ومن خطر الانهيار ثانياً، ويضمن تعاون المقاومة وسورية في ملفات الاستراتيجية الدفاعية وضبط الحدود وعودة النازحين وضمان تجنيب علاقات لبنان العربية الاهتزازات والأزمات، ويمهّد الطريق لحكومة وحدة وطنية تمثل جميع الأطراف ويتمّ تشكيلها من الكفاءات تسير بالإصلاحات المطلوبة دون تعطيل.تتسارع الاتصالات
وتتكثّف اللقاءات على خط استحقاق رئاسة الجمهورية بين الفرنسيين والسعوديين في محاولة للتوصل الى تسوية سياسية تخرج لبنان من آتون الفراغ الرئاسي والانهيار الاقتصادي والمالي، ما يشي بأن الملف الرئاسي دخل في مرحلة حاسمة ومفاوضات جدية على النقاط الأساسية وقد تحصل مفاجآت بين ليلة وضحاها وفق ما تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء»، التي أكدت بأن سفر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس جاء بناء على طلب الفرنسيين في ضوء التشاور الفرنسي –السعودي والاتصال الأخير الذي جرى بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإجراء مباحثات معه حول فرص وصوله الى بعبدا ولحسم مصيره، إما إعلان ترشحه أو العزوف وسيتم البحث مع فرنجية بمشروعه الرئاسي ومدى التزامه بالنقاط التي وضعتها السعودية.
2023-04-02 | عدد القراءات 851