رويترز: السعودية تدعو الأسد إلى قمة الرياض… والمقداد يبحث مع شكري تطوير العلاقات/ الحرس الثوري ينعى شهيداً جديداً

رويترز: السعودية تدعو الأسد إلى قمة الرياض… والمقداد يبحث مع شكري تطوير العلاقات/ الحرس الثوري ينعى شهيداً جديداً… والاحتلال يتحدث عن إسقاط مُسيّرة عبرت من سورية / وزير قطري في بيروت… وفرنجية يواصل زيارته لباريس… ورعد ينبّه من تدخل واشنطن/

كتب المحرر السياسي

مع انعقاد اجتماع نواب وزراء الخارجية في روسيا وإيران وسورية وتركيا في موسكو، تنطلق عربة قطار ترتيب العلاقات الثنائية السورية التركية، وبضع أوراق العمال على الطاولة، حيث أنقرة مهتمّة بالحصول على ضمانات سورية بالتعاون بإنهاء مخاطر نشوء كيان كردي منفصل في شمال شرق سورية، وسورية معنية باستعادة سيادتها غرباً كما شرقاً وإنهاء أيّ شكل من الاحتلال والظواهر الانفصالية، ولذلك تطلب سورية التزاماً تركياً بمبدأ الانسحاب من الأراضي السورية ورفع اليد عن الجماعات الإرهابية والانفصالية في شمال غرب سورية، ليتسنّى التعاون في بحث كلّ ما يتصل بما تراه تركيا مصدر قلقٍ على أمنها القومي عبر الأراضي السورية باعتباره مسؤولية سورية، ولذلك تتوقع مصادر روسية رغم المسافات الفاصلة بين المواقف، ونظراً للبحث المعمق لقضايا الخلاف أن ينجح اللقاء بكتابة مسودة ورقة عمل سياسي مشتركة، توضح نقاط الاتفاق وتشير الى نقاط الخلاف ليتمّ رفعها إلى الوزراء، وتقول المصادر إنه إذا كانت قضية الانسحاب التركي من قضايا الاتفاق سيفتح الطريق الى اجتماع وزراء الخارجية وإذا كانت من قضايا الخلاف سوف يبقى اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية حتى يتحقق الاتفاق فينعقد لقاء الوزراء تمهيداً لتحديد موعد عقد قمة تضمّ الرئيسين بشار الأسد ورجب أردوغان.

على مسار مواز تتواصل الإشارات الى قرار عربي بتجاوز أزمة العلاقات مع سورية بعدما حسمت الوقائع انتصار الدولة السورية وصار العناد وراء شعارات العداء المستمدّة من خلفيات سقطت، نوعاً من العبث السياسي، كما أشار كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، عن وجود اتجاه عربي عام يدعو لإعادة النظر بشكل العلاقة مع سورية على قاعدة استحالة المضيّ بإدارة الظهر للدولة السورية، وفي هذا السياق جاء ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر متطابقة حول دعوة سعودية سيحملها ابن فرحان إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية التي سوف تنعقد في الرياض في 19 أيار المقبل، بينما كان البيان الختامي للقاء وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسوري فيصل المقداد يؤكد على التشاور المستمر حول الأوضاع العربية والعلاقات الثنائية.

الحدث الأبرز كان في التصعيد “الإسرائيلي” عبر الغارات التي استهدفت مناطق في حمص وريف دمشق، والإعلان الإيراني عن سقوط شهيد جديد من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وليل أمس أعلن جيش الاحتلال عن إسقاط جسم طائر قال لاحقاً انه طائرة مُسيّرة إيرانية الصنع تجاوزت الحدود السورية بعمق 25 كلم واستدعى إسقاطها الاستعانة بالطيران الحربي والمروحي بعدما فشلت القبة الحديدية بإسقاطها، وتوقعت مصادر متابعة للتصعيد أن تتبع هذه العملية أشكال مشابهة أو مختلفة من محاولات الردّ على الغارات، لأنّ توجيه الطائرة المُسيرّة يعني أنّ القرار بالردّ قد اتخذ، فإذا لم تصل الطائرة الى أهدافها فلا بدّ من أنّ أشكالاً أخرى من الردّ سوف تكون في الطريق.

لبنانياً، يصل وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي للاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والاطلاع منهما على المشهد السياسي وآخر تطورات الملف الرئاسي، بينما يواصل المرشح الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية زيارته إلى باريس، وسط تسريبات عن تغيير في النظرة الأميركية لمواصفات المرشح الرئاسي المطلوب وربطها بخبرة اقتصادية، نبّه منها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باعتبارها دعوة لوضع المؤسسات المالية التي تسيطر عليها واشنطن مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يدها على القرار السيادي للدولة اللبنانية.

 

يصل إلى بيروت اليوم وفد قطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعدد من القيادات والجهات السياسية.

وبينما تشير مصادر مطلعة لـ “البناء” الى انّ الزيارة تأتي بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، فإنّ اللقاء الخماسي بين ممثلي فرنسا والولايات المتحدة وقطر والسعودية ومصر، ليس قريباً ولن ينعقد قبل حزيران المقبل، إلا إذا طرأت مستجدات جديدة قلبت في الموازين، خاصة انّ الرهان يبقى على مدى تحقيق اللقاء السعودي الإيراني لخرق في الملف اللبناني. وتلفت المصادر الى انّ ايّ جديد لم يطرأ على صعيد الموقف السعودي من ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فالتحاور الباريسي مع الرياض في هذا الشأن لم يتبلور بعد، لأنّ الرياض لم تعط بعد رأيها في الضمانات التي قدّمها فرنجية للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بالنسبة للحكومة وبرنامجها الإصلاحات المطلوبة.

2023-04-03 | عدد القراءات 874