ما يجري في محيط غلاف غزة من توتر وتصعيد ليس إلا البداية التي يعرف الإسرائيليون أنها سوف تتطوّر الى ما هو أبعد مدى نحو العمق كلما استمرّ المشهد في المسجد الأقصى في الذهاب إلى التصعيد.
مجاراة ومسايرة ما يرغب به ثنائي ايتمار بن غفير ويسلئيل سموتريتش من قبل بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال تعني الذهاب الى جولة مواجهة تتسع لتستعيد ما شهدته معركة سيف القدس قبل عامين، وربما تتجاوز ذلك نحو الإقليم في ضوء حدود ما يجري في القدس، فكلما بدا أن التمادي يطال المقدسات سوف يكون اتساع المواجهة على الطاولة.
يعرف نتنياهو وجيش الاحتلال أن ذريعة عدم انضباط المتطرفين لن تنفع في تفادي التصعيد وأن عليهم تحمل تبعات جولة مواجهة كبرى مع احتمال خروجها عن السيطرة في حال عدم منع التصعيد حتى لو تضمن المنع مخاطرة ببقاء حكومة نتنياهو.
المنطقة حبلى بالأسباب التي تجعل المواجهة خياراً مرغوباً من الأطراف المعنية التي لها رصيد حساب مفتوح مع كيان الاحتلال، خصوصاً في سورية وإيران، إضافة الى أن الانسداد في المعادلة اللبنانية السياسية يحول جولة المواجهة الى فرصة لفرض ميزان قوى إقليمي جديد يفتح الأبواب لخيارات سياسية داخلية تشبهها.
واشنطن ليست في وضع يسمح لها بالضغط لمنع جولة المواجهة، إلا من الزاوية الاسرائيلية، ومثلها دول الغرب، ويعرفون جميعاً أن جولة مواجهة تعني إضافة لما يواجهها فيها الكيان من مخاطر، فهي تهدّد سلاسل توريد الطاقة بين الخليج وأوروبا بالخطر.
تقول مصادر في المقاومة إن يوم الجمعة سيكون يوماً فاصلاً بين الخيارات، خصوصاً كيف سيكون حال صلاة الجمعة.
التعليق السياسي
2023-04-06 | عدد القراءات 1175