يتقدم المشهد المزدوج لنداءات الحرب على الإرهاب و هي تجتاح الغرب سياسيين وإعلاميين وأمنيين ومواطنين ، ومعها نداءات دعم ما يسمونه المعارضة التي تخوض ثورة شعب مظلوم في سوريا ، والمقصود بلغة اليوم الهجوم الذي تشنه جبهة النصرة على بلدتي نبل والزهراء في شمال سوريا .
يعرف المتابعون أن تركيا وفرنسا شكلتا ثنائيا دوليا جعل قضيته منذ أشهر ، وقبل أن يطلق المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا ما اسماه مبادرته لتجميد القتال في حلب ، ما سماه كل من فرنسوا هولاند رئيس فرنسا ورجب أردوغان رئيس تركيا ، بنداء لا تدعوا موازين القوى تتغير في سوريا لصالح النظام ، ممنوع ان تسقط حلب بيد الجيش السوري .
تولى الأتراك المهمام الميدانية لترجمة النداء وحاولوا الضغط على الأميركيينن لربط الشراكة في الحرب على داعش بصورة رمزية عبر السماح بنقل مقاتلي البشمركة إلى عين العرب – كوباني بقبول واشنطن بترجمة شعار دعم المعارضة المعتدلة بتفويض تركيا تدريب وتسليح مئات من المقاتلين السوريين بدعم أميركي علني وواضح ، بينما تولى الفرنسيون تقديم السلاح عن طريق تركيا للمجموعات المسلحة التي يمكن الإعتماد عليها لترجمة مضمون النداء المشترك ، ممنوع سقوط حلب بيد الجيش السوري .
يتزامن المشهدان رمزيا ليقولا الحقيقة المرة .
يضرب مقاتلو داعش والقاعدة في باريس قلب فرنسا ويسقط صحفيون وعناصر شرطة وتهتز فرنسا ومعها اوروبا لنداء عنوانه إنها الحرب صارت عندنا في قلب الدار ، ويحتار الأوروبيون بين أن يعلنوها حربا على افسلام والمسملين كما فعل اليمين المتطرف الذي زادت شعبيته أكثر من 50% وفقا لإستطلاعات الرأي وهو يدعو لتطهير اوروبا من المسلمين فتصفق له القاعدة وتختفل داعش بتحويل مسلمي أوروبا إلى بيئة حاضنة جاهزة لشعور ملايين المسلمين الأوروبيين بالإستهداف وحاجتهم للحماية بعدما سقطت عنهم حماية القانون .
يجهز المقاتلون الذي سلحتهم فرنسا ودربتهم وجمعتهم ترميا لتحقيق شعار ممنوع سقوط حلب بيد الجيش السوري ويبدأ الهجوم من الجهة الشمالية الغربي للمدينة التي نجح الجيش السوري بإغلاق خطوط الإمداد عن المسلحين في أحيائها ، وأحكم طوقه حولها ، وها هي جبهة النصرة تهاجم بالفي مقاتل بلدتي نبل والزهراء لتتواصل مع المدينة الإستراتيجية حلب وأحيائها ومسلحي الأحياء .
فرنسوا هولاند حليف أردوغان في غرفة العمليات يتابع هجوم النصرة وينتظر الأخبار السارة ، من حلب وريفها ، ويتابع في غرفة أخرى مطاردة الشرطة الفرنسية للشقيقين اللذين قالت المخابرات الفرنسية أنهما يقفان وراء عملية باريس و من الغرفتين لا تصل الأخبار السارة .
فشل هجوم النصرة على نبل والزهراء وفشلت الشرطة الفرنسية في إلقاء القبض على المهاجمين .
هل يعلم الفرنسيون ان جبهة النصرة التي ينتظر أخبارها السارة رئيسهم هي فرع تنظيم القاعدة في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وأن مقاتلي نبل والزهراء والجيش السوري الذي صدوا الهجوم كانوا هم من يحمي فرنسا من غباء وحقد الرئيس الفرنسي الذي لو حصل على الأخبار السارة التي ينتظرها ، لكن الإرهابيون الذين ضربوا في باريس قد كسبوا إعلان الإمارة في مدينة حلب .
يسقط الناس في باريس ضحايا بيد الإرهاب لكن القاتل الحقيقي إسمه فرانسوا هولاند .
2015-01-10 | عدد القراءات 2108