السودان يشتعل والموساد يتباهى بمساعي التهدئة…وقلق في القاهرة والرياض على الأمن القومي
الأسد يستقبل ابن فرحان : التفاهم السوري السعودي مصلحة ثنائية وعربية وإقليمية
تمديد البلديات يفكك لغم بيروت…وبيان رئاسي لفرنجية من بكركي يدعو لملاقاة التسويات
كتب المحرر السياسي
يدخل السودان هدنة حذرة متقطعة لمدة أربع وعشرين ساعة، كان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن من أعلن الدعوة اليها بعد اتصالين مع كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوة الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب حميدتي، بعد أربعة أيام من حرب مدمرة شملت كل محافظات السودان وتسببت بإغلاق المشافي وسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، وسط بيانات متضاربة عن السيطرة على المقار والمطارات، وفيما اعلن الاتحاد الافريقي مساع لوقف القتال، تباهى الموساد "الإسرائيلي" باجراء الاتصالات مع الطرفين المتحاربين للمساهمة في وقف القتال، على خلفية انضمام السودان الى مسار التطبيع، بينما كانت كل من الرياض والقاهرة أكثر العواصم قلقا على أمنها القومي، والسودان جار مصر الجنوبي وامتدادها الطبيعي وشريكها في مياه النيل والأزمة مع إثيوبيا على خلفية سد النهضة، وهو جار السعودية عبر البحر الأحمر، والسعودية المثقلة بحرب اليمن وتداعياتها وقد كان السودان شريكها في الحرب، تجد نفسها مجددا أمام تهديد لأمنها عبر تحويل السودان إلى ساحة للفوضى والحروب، حيث يمتلك السودان نصف الساحل المقابل للساحل السعودي على البحر الأحمر على امتداد قرابة 500 كلم ، وهو النصف المقابل للمدن الكبرى، مثل جدة ومكة المكرمة.
الحدث الإقليمي الأبرز كان استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان في زيارة متوقعة ومفاجئة في آن معا، حيث كان منتظر ان يقوم الوزير السعودي بزيارة دمشق بعد استقباله نظره السوري الدكتور فيصل المقداد، لكن لم يكن متوقعا أن تأتي الزيارة قبل عيد الفطر، خصوصا أن وزير الخارجية السورية في زيارة رسمية لتونس، والزيارة لم يكن موعدها معلنا، وتأتي أهمية الزيارة من كونها تشكل الجسر الذي تبنى عليه الآمال للنهوض العربي الجديد يترجم مقولة الإستقلال الإستراتيجي الذي بدأت خطواته السعودية بالاتفاق مع إيران والصين، وفقا للوصف المستخدم من بكين، وسورية كانت اول العرب الذين قرأوا المتغيرات قبل حدوثها، بل كانت أول وأهم المساهمين في حدوثها، فالبيئة الاستراتيجية الجديدة تتمثل بالتراجع الأميركي والصعود الروسي والصيني، وهو ما تستثمر عليه الرؤية السعودية الجديدة في التوجه نحو إيران والانفتاح على سورية بعد طول إنقطاع، هي البيئة التي قدمت سورية التضحيات لصناعتها، والتي دعت بصورة مبكرة لملاقاتها عبر الدعوة لنظام إقليمي يقوم على التشبيك بين دول البحار الخمسة، المتوسط والأحمر والأسود وقزوين والخليج، ودفعت الثمن عبر الحرب الأميركية التي امتدت لعقد ونيف، وانتصرت عليها رغم تورط كثير من الأشقاء والجيران الذين خاطبتهم سورية للنهوض بنظام التشبيك والشراكة، وكان كلام الرئيس الأسد معبرا خلال استقباله اين فرحان بالقول ان التفاهمات السورية السعودية مصلحة ثنائية كما هي مصلحة عربية واقليمية.
لبنانيا، نجح المجلس النيابي بتفكيك لغم الانتخابات البلدية في بيروت في مناخ طائفي لكن سينتج عنه مجلس بلدي مبتور بلون واحد، يدخل البلد في نفق طائفي خطير، وجاء التمديد للمجالس البلدية بمعزل عن الأسباب الموجبة فرصة لتفادي هذه المخاطرة المفخخة، بينما كان الحدث الأهم سياسيا هو الكلام الذي أطلقه الوزير السابق سليمان فرنجية من بكركي، بما يشبه البيان الرئاسي، داعيا اللبنانيين الى ملاقاة مناخ التسويات، محذرا من تسلل ذهنية التطرف "الداعشي" الى الوسط المسيحي بعدما تمت محاصرتها في الوسط الإسلامي على سماحة المنطقة مع التفاهمات الكبرى، بين السعودية وإيران وبين السعودية وسورية، معلنا أن ما بين يديه ينفي وجود أي فيتو سعودي، مبديا استعداده للحوار مع الجميع، وعن نظرته لدوره الرئاسي المقبل إذا توافرت ظروف فوزه بالرئاسة، قال فرنجية، أنه سيدعم رئيس الحكومة والحكومة في السير بالإصلاحات، وأنه سيرعى حوارا حول الاستراتيجية الدفاعية تحمي لبنان وتبدد الهواجس وتستثمر على امكانات الجيش والمقاومة، ويوظف صداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد لمصلحة لبنان خصوصا في إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم.
2023-04-19 | عدد القراءات 2374