أبو الغيط : انتصار الأسد جعل العودة السورية الى الجامعة حتميا ولو لم تحضر قمة الرياض

أبو الغيط : انتصار الأسد جعل العودة السورية الى الجامعة حتميا ولو لم تحضر قمة الرياض 
الرباعية الدفاعية في موسكو تناقش الانسحاب التركي كشرط سوري لانعقاد القمة
تقدم فرنجية وعجز معارضيه عن تقديم منافس أمام تحول المداخلة الخارجية نحو عدم التسمية
كتب المحرر السياسي 
تتواصل تأثيرات المعادلات الإقليمية الجديدة بفرض حضورها، وعلى خلفية التسارع في التقارب السعودي الايراني الذي ترجم أمس بالإعلان عن عودة التبادل التجاري بين البلدين، تواصل مستمر لبلورة الأجزاء المتبقية من الحل الأمني والسياسي في اليمن، تلعب فيه سلطنة عمان دورا محوريا، وتحتل سورية مكانة الصدارة في التحولات الجديدة، حيث التسليم بتجاوزها مرحلة العزل والحصار واعتراف من قادوا هذه المرحلة بالحاجة للخروج منها، وهو ما بدا واضحا في كلام الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في حوار مع الزميل سامي كليب عبر قناة الجديد، عبر اعترافه بأن الرئيس السوري بشار الأسد قد انتصر وأن انتصاره هو الذي جعل عودة سورية الى الجامعة العربية أمرا حتميا، دون أن يكون ذلك مرتبطا بالضرورة بتوقيت انعقاد قمة الرياض واحتمال حضور سورية لها، لأن العودة آتية حتى لو لم تحضر القمة.
على جبهة سورية أيضا وتجاوز جدران الحصار والحرب، انعقد اللقاء الرباعي الروسي الإيراني السوري التركي على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الإستخبارات، بعد سعي أنقرة مع موسكو وطهران لتكرار التجربة بعد فشل لقاء نواب وزراء الخارجية في التمهيد للقاء القمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب أردوغان بسبب رفض تركيا لمسودة بيان روسي إيراني يتضمن الالتزام التركي بالانسحاب من سورية، وهو الشرط الذي وضعه الرئيس الأسد لعقد لقاء القمة مع أردوغان، وانتهى اجتماع وزراء الدفاع كمحاولة ثانية بالفشل أيضا، حيث لم يصدر بيان مشترك واكتفت وزارة الدفاع السورية بالقول إن الاجتماع كان مخصصا لبحث موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4”، بينما قالت وزارة الدفاع التركية "إن الاجتماع الرباعي مع روسيا وسوريا وإيران في موسكو، ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق"، وتعتقد مصادر متابعة لملف العلاقة السورية التركية أن المناورات التركية سوف تستمر حتى عشية الانتخابات الرئاسية، فإذا ظهر أن انعقاد القمة هو الذي سوف يرجح كفة فوز أردوغان على منافسيه، سوف تسارع انقرة في الاستجابة للطلب السوري، والا سوف يتم ترحيل الأمور لما بعد الانتخابات المقررة في 14 أيار المقبل، ويبدو فيها أردوغان أمام استطلاعات رأي قلقة.
لبنانيا تستمر حالة الجمود الرئاسي في ظل تموضع الأطراف المعنية نيابيا عند مواقفها، لكن المشهد المتمثل بتقدم المرشح سليمان فرنجية بتجميع أكثر من 50 صوتا مؤيدا لانتخابه، مقابل عجز معارضيه عن تقديم مرشح منافس جدي، بعدما فقد ترشيح النائب ميشال معوض تاييد كتل وزانة أبرزها اللقاء الديمقراطي عدد من النواب المستقلين، والمصاعب التي تعترض طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يحتاج انتخابه لتعديل الدستور، فرض على المداخلة الخارجية، سواء الفرنسية المتحمسة لخيار فرنجية، أو السعودية المتكتمة عن أي ترشيح، أن تلتقي تحت عنوان الإبتعاد عن التسمية وجعل العنوان البديل هو دعوة النواب لممارسة مسؤوليتهم الدستورية بانتخاب رئيس على قاعدة ان زمن تعطيل النصاب كحق دستوري بات يعني الخراب، وأن التنافس الديمقراطي صار حاجة وجودية لبقاء لبنان و خروجه من النفق المظلم.

 

2023-04-25 | عدد القراءات 628