الديموقراطية على الطريقة الأنجلوساكسونية
الديموقراطية الأنجلوساكسونية هي ان تستحوذ الكتلة الرأسمالية المتحكمة بوسائط الإشعاع على أداة الاستقبال داخل دماغ الانسان وتقوم بالتعابث بتركيبه الكيميائي بحيث تتم صياغة المزاج العام ، والرأي الكلّي للشارع بالسردية التي يريدها الإعلام الأوليغارشي الأنجلوساكسوني … تماماً كما يروّج للسلع ، يتم الترويج للأفكار السياسية وللأشخاص … ومن يمتلك المقدرة المالية ، بغض النظر عن مدى المصداقية في سرديته يستطيع التحكم بالمزاج العام ، وبالتالي الرأي العام كيف يشاء … الدهاء الأنجلوساكسوني الشيطاني لن يقوم بالجبر لتوجيه الناس نحو خيار بعينه … هو قام بعملية التفاف لامباشر وكنتاج لطبيعته التي تتحاشى الجبر المباشر وتستبدله بالجبر اللامباشر … للناس حرية الخيار … ولكنني سأتعامل مع مصدر التقرير وبؤرة صناعة القرار والخيار … العقل … سأتعابث بمقدرة هذا العقل على الاختيار من خلال السيطرة عليه وتوجيهه في المسرب الذي أختاره أنا … كل ذلك من خلال السيطرة على وسائل البث والاشعاع … ومن خلال ، أيضًا ، منع اي مصادر اشعاع أخرى من التأثير على هذا العقل … ونستطيع بعد ذلك ان نجعل ذلك الفلسطيني المذبوح من الوريد الى الوريد إرهابياً … كما أننا سنستطيع ان نجعل من ذلك الاسرائيلي القاتل السارق المجرم بطلًا يدافع ببسالة عن وجوده وقيمه ضد ذلك المعتدي الفلسطيني والعربي … ولعل النموذج الآخر الأقرب زمنيًا هو نموذج الحرب الروسية الأوكرانية … حيث تم إلغاء ومصادرة أي رأي آخر لا ينسجم مع الحقيقة المغرقة في دجلها والتي يجري ومن خلال الالحاح الإعلامي في الترويج لها … وهي ان بوتين مجرم معتدٍ قاتل … بينما زيلنسكي ومرتزقته من النازيين الآزوفيين هم أبطال يدافعون ببسالة عن وطنهم .
سميح التايه
2023-04-25 | عدد القراءات 721