التمهيد للعبة أمنية خطيرة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- ليس اتهاما بلا سند القول أن فريقا لبنانيا واسعا يقابله فريق سوري تعاونا على مدى سنوات مضت تحت عنوان العداء للدولة السورية وتحالفها مع المقاومة، وأن الفريق اللبناني المعني كان يمثل القوى الوازنة في حركة 14 آذار وأن الفريق السوري كان يمثل القوى الوازنة فيما سمي بالثورة السورية، وليس اتهاما بلا سند أن هذا تعاون هذين الفريقين اللبناني والسوري مهد الطريق لتأمين شبكات تسهيل وتشجيع على تدفق النازحين السوريين الى لبنان، وأن الاتهام الجاهز بالعنصرية لكل من كان يحذر من قنبلة موقوتة يمثلها النازحون، كان خطابا موحدا لتحالف الشر اللبناني السوري.
- الأكيد أن السعي الغربي للحفاظ على بقاء النازحين السوريين في لبنان، لم يكن أيضا اتهاما بلا سصند فالغرب لم يدخر السياسة والدبلوماسية والمال بهدف تشجيع النازحين على البقاء وتهديد كل من يدعو لعودتهم بالعقاب، والأكيد أن هذا "الاستقتال" الغربي على بقاء النازحين الذي ترجمته منظمات المجتمع المدني التي شكلت قيادة "ثورة" 17 تشرين 2019، لم يكن إنسانيا ولا كان بريئا، بل كان ضمن خطة تستهدف لبنان وسورية معا.
- اليوم تعيد هذه الأطراف الثلاثة، الذين صنعوا قضية النزوح السوري تموضعهم، فيتولى الغرب الصمت وينقل ادارة الدفة إلى كيان الإحتلال، بينما يتولى حلفاء الكيان وعملائه في جناح النزوح اللبناني، التحريض العنصري على كل من هو سوري داعيا الى حرب تطهير عرقية بحقهم، بينما يتولى حلفاء الكيان وعملائه في جناح النزوح السوري التلويح بحرب توطين، ومن الخطابين تفوح رائحة الكراهية التي لا تشبه الا اصحابها والكيان الذي يشغلهم.
- يبقى الحل لقضية النزوح السوري بالتسريع بتواصل حكومي لبناني سوري يضع خطة العودة قيد التنفيذ، ويضع الغرب والعرب أمام مسؤولياتهم، وكل صادق بطلب عودة النازحين يترجم صدقه بالدعوة لتسريع التواصل الحكومي اللبناني السوري، والتوجه الواحد بمخاطبة الغرب والعرب لتحمل المسؤولية، ومن لا يفعل ذلك، متواطئ أو منافق او عميل.
- ليس غريبا أن يكون ضمن السيناريو المبرمج لخطاب الكراهية التمهيد للعبة أمنية خطيرة.
2023-04-26 | عدد القراءات 595