القاسم المشترك الأعظم في كل حالات الإرتهان والمقدرة المذهلة لقوى الهيمنة على الفعل في الداخل لمنظومة الدول المستتبعة والمغلوبة على أمرها والمنهوبة الثروات والفاقدة للسيادة هو الأدوات الداخلية … دعبس وسلطته في فلسطين … السنيورة وميقاتي ورياض سلامة ، وجعجع وقواته ، والجميّل وكتائبه وغيرهم في لبنان … العائلات الحاكمة وزبانيتهم وأزلامهم في الممالك والإمارات العربية … والبرهان ودقلو في السودان… وقس على ذلك كثير من دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا … أدوات في الداخل مرتبطة ارتباطًا عضويًا نفعيًا غير قابل للفكاك مع القوى العميقة والصهيونية العالمية في دولة الهيمنة ، ينفذون بالحذافير ما هو مطلوب منهم للحفاظ على منافعهم وامتيازاتهم … ديدنهم ، اكتناز الثروات والمحافظة على النفوذ ، وإلٰههم دولار أخضر هو بمثابة المعبود والربّ والملك المتوّج الذي لا يردّ له طلب … ليس هنالك من مناص ، إذا نحن تشرئبّ أعناقنا للحرية واللاتبعية والخلاص وتحرير الأوطان والسيادة والسيطرة على ثرواتنا من ان نقاتل بشراسة وبإصرار لاجتثاث هذه الأدوات التي لا تدين بدين ، ولا تنتمي الى وطن ، ولا يحكم حركتها او نهجها سوى مراكمة المال ، وتكديس المنافع الشخصية ، والاستحواذ على السلطة والنفوذ … فقط تصوّروا ان عمران خان أسقط في الباكستان ب 4 ملايين دولار فقط لا غير ، أعطيت كرشوة لأربعة أعضاء في البرلمان الباكستاني لكي يتم حجب الثقة عن حكومته ، واستحضار الأدوات التي ستنفذ ما هو مطلوب من قبل دولة الهيمنة … مثال واحد فقط من ألف مثال في هذا العالم على القدرة على شراء الذمم ، ورشوة ضعيفي النفوس ، والفاقدين للانتماء والعقيدة وأي قيمة اخلاقية بغض النظر عن الضرر الذي ستلحقه مثل هذه الممارسات بالأوطان وبالشعوب وبالدول … يجب ان يصار الى انشاء جسم قضائي مستقل تماماً ، تقتصر مهمته على مراقبة وملاحقة وفضح هكذا ممارسات ، ومن ثمّ ملاحقة مرتكبيها وانزال العقاب المناسب الرادع بهؤلاء ، حتى تستأصل شأفة هذه الممارسات التي أكبر ضحاياها ، الشعوب ، ومصائر وثروات وإرادة وحرية هذه الشعوب .
سميح التايه
2023-04-27 | عدد القراءات 595