لبنان والعروض الإيرانية في قطاع الطاقة التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

لبنان والعروض الإيرانية في قطاع الطاقة 

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- قبل الحديث عن الجهة العارضة نحن نتحدث عن حاجة لبنانية ماسة لدولة قادة تقنيا وماليا على الإمساك بقطاع الطاقة، بما يتضمن توليد الكهرباء وبناء معامل جديدة لإنتاجها، وبناء شبكات نقل ومحطات تحويل كافية لإيصالها الى كل اللبنانيين، وتوفير الوقود اللازم لتشغيلها، وبيع إنتاجها للدولة اللبنانية بسعر مناسب، كما نحن بحاجة لجهة قادرة تقنيا وماليا على الإمساك بقطاع المحروقات، من بناء المصافي وتشغيلها بتوفير النفط الخام لتكريره فيها وتأمين حاجات السوق اللبنانية منها لصالح وزارة الطاقة وبيعها لشركات التوزيع لتأمينها بسعر مناسب للبنانيين، وعندما تتوافر جهة مستعدة لفعل ذلك بطريقة الـ bot التي لا ترتب على الدولة أعباء مالية في ظل الظرف الراهن، فهذا يعتبر بحد ذاته إنجازا كبيرا، في القطاع المحوري في الاقتصاد وفي حياة اللبنانيين اليومية، فكيف إذا كانت هذه الجهة مستعدة لتقاضي عائدات بيع ناتج الكهرباء والمشتقات النفطية بالليرات اللبنانية، وتقاسم بيع الفائض بالعملات الصعبة مع الدولة اللبنانية؟ 

- الجمهورية الاسلامية في ايران تنتج الكهرباء بمعامل من صناعتها، وباعت العديد من دول العالم معامل إنتاج و مصافي تكرير من صناعتها، و تنتج فائضا عن  حاجتها من الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية تبيعها لدول الجوار، ومنها العراق وباكستان وتركيا، ولكل من الدولتين علاقات متينة بدول الغرب وخصوصا بأميركا، ولم تجد أفضل من العروض الإيرانية تقنيا وماليا، ولا استطاع الأميركيون منعها من التعاون في هذه القطاعات مع إيران.

- السؤال البديهي هو ماذا يمكن أن تفعل واشنطن مع لبنان الذي تدعي الحرص على  نهوضه الاقتصادي، وتتحدث عن خطط ترعاها للمساعدة في هذا النهوض إذا تفاوض جديا مع إيران وصولا لأفضل الصيغ التعاقدية ووقع اتفاقا بموجبها مع إيران؟

- الجواب هو ببساطة لا شيئ، كما تقول تجارب الآخرين، ومنهم حلفاء مقربين من واشنطن، وقبل الاتفاق الايراني السعودي، فكيف بعده ؟ 

- الساؤل الاهم لماذا لا يقدم المسؤولون اللبنانيون على ذلك؟

- الجواب بين احتمالين، أن بعض المسؤولين يخشى أن يغضب الأميركيين فينتقموا منه بفتح ملفات فساد نائمة  تتيح لهم ادراجه على جداول العقوبات، أو ان بعض المسؤولين لا يريد إغضاب كارتيلات بيع المشتقات النفطية لكهرباء لبنان وللسوق اللبنانية، ويتذرع بالحرص على عدم إغضاب الاميركيين، ولهذا تم رفض الهبة الايرانية من الفيول المطابق للمواصفات اللبنانية.

2023-05-01 | عدد القراءات 571