تركيا قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية : رهانات على لقاء موسكو…وآمال بقمة الأسد - أردوغان
سورية تستعيد مقعدها في الجامعة غداة زيارة رئيسي رغم التحذير الأميركي وسط غضب إسرائيلي
باسيل : تصلب فريقي الممانعة والمواجهة يمنع التوافق…ويمكن للاتفاق على المشروع أن يشكل حلا
كتب المحرر السياسي
تتجه تركيا نحو الانتخابات الرئاسية الأحد القادم، وسط معركة تنافس شديدة السخونة، حيث الفوارق التي تعبر عنها استطلاعات الرأي تقع في دائرة ال2% لصالح كل من الرئيس رجب أردوغان ومنافسه مرشح المعارضة كمال كليجدار، ووفقا للصنداي تايمز يبدو أن خسارة أردوغان مرجحة، بينما وفقا لقادة حزب العدالة والتنمية فإن تصويت جماعات كردية محافظة لصالح أردوغان يمكن أن يرجح كفته، وفي هذا المناخ تقارب قيادة حزب العدالة والتنمية مسار المصالحة مع سورية، بصفتها واحدة من الأوراق الرابحة رغم كلفتها المتصلة بالشروط التي وضعتها سورية وفي مقدمتها التزام تركي صريح بالانسحاب من الأراضي السورية، والتعاون في تفكيك الجامعات الإرهابية شمال غرب سورية، أسوة بالطلب التركي بإنهاء الكانتون الكردي الانفصالي شمال شرق سورية، ولذلك يتم السعي لتسريع عناصر هذه المصالحة التركية السورية التي يؤكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن لقاء تستضيفه موسكو غدا الأربعاء لوزراء خارجية الرباعية الروسية الإيرانية التركية السورية، سيشكل محطة فاصلة على صعيد التحضير للقاء على مستوى القمة للرئيسين السوري الدكتور بشار الأسد والتركي رجب أردوغان، وهو ما تصفه الصحف الغربية بالورقة الرابحة لأردوغان في الانتخابات، وهي ورقة لن يمانع الرئيس الأسد بمنحها اذا حصلت سورية على ما تطلبه.
يأتي التسارع التركي على إيقاع التطور الكبير الذي مثلته استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، تمهيدا لدعوة رئيسها للمشاركة في القمة العربية التي تنعقد في الرياض بعد عشرة أيام، وقرار استعادة سورية لمقعدها تم في اجتماع أول أمس للمجلس الوزاري في الجامعة، دون الحاجة للتصويت، وسجل الأميركيون أكثر من موقف احتجاجي كان آخره تحذير للدول العربية من العقوبات، التي يفرضها قانون قيصر، والتي قال بيان للبيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، للمسؤولين السعوديين خلال زيارته الأخيرة للرياض، بما يعكس حجم الغيظ الأميركي من تصاعد موجة الانفتاح على سورية، بصورة تتقاطع مع الغضب الاسرائيلي الذي لم تخفه وسائل الإعلام الإسرائيلي، صولا الى تهكم بعضها على رهانات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على عزل سورية عربيا، حتى يتحقق ما كان يصفه بالشرط العربي الاسرائيلي المشترك، والمقصود قطع علاقة سورية بإيران، بينما تستعيد سورية مقعدها العربي غداة زيارة تاريخية للرئيس الإيراني الى سورية، وهو ما حدا ببعض المعلقين إلى التهكم على نتنياهو بوصف القرار العربي بالمكافأة لسورية على تعزيز علاقتها بإيران.
لبنانيا يستمر الجمود الرئاسي، في ظل بقاء الوزير السابق سليمان فرنجية مرشحا جديا وحيدا، مع فشل محاولات إنتاج مرشح منافس، وتعقيدات طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون مرشحا بسبب الحاجة لتعديل دستوري لانتخابه، وهو ما يبدو مستحيلا، وعن هذا الاستعصاء تحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فقال أن مساعي التوصل الى مرشح توافقي لا يتحدى أي من الأطراف لم تنجح بسبب تصلب من وصفهم بفريقي الممانعة والمواجهة، داعيا الى تنازلات متبادلة تتيح الخروج من الفراغ الرئاسي وتتيح ملاقاة المتغيرات التي تشهدها المنطقة والانفراجات التي يمكن للبنان الاستفادة منها، ومع استبعاد باسيل لامكانية التفاؤل بتحقيق ذلك، فتح الباب لفرضية موازية سبق له الحديث عنها، وهي استعداد التيار لازالة تحفظه على أسماء المرشحين ومنهم فرنجية، اذا تم التوصل مع الكتل النيابية المعنية، وخصوصا مع حزب الله على مشروع موحد لمقاربة الشأن الداخلي تلتزمه الكتل النيابية التي ستشكل نواة الحكومة المقبلة، وكان لافتا أن باسيل حرص على استخدام لغة مطمئنة في الحديث عن حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رغم تمسكه بمواقفه المخالفة لدعم ترشيح فرنجية.
2023-05-09 | عدد القراءات 590