سميح التايه: الصمت المدوّي …

 

لقد كان الصمت الذي لاذت به جبهة المقاومة في غزة حتى الآن أوقع بكثير من كل الردود … فلندع هذا العدو الجبان يضرب أخماساً بأسداس … دعوه يتخبّط ، ودعوه يخمّن فلا تسعفه تكهناته في الوصول الى قرار … دعوه يقذف بمستوطنيه وبشعبه المارق الى غياهب الملاجئ إلى أجل غير مسمّى … دون ان يبدو في الأفق نهاية لهذه الجولة … دعوه يبقى في حالة استنفار واستدعاءٍ للإحتياط بلا سقف زمني … دعوه في حالة لا هي تهدئة ولا هي حرب … دعوه يتمنى جرعة الماء فلا يجد إلّا سرابًا … دعوه عند كل رشقة من الصواريخ لا يدري هل هي البداية أم النهاية … ماطلوا مع الوسطاء ، وردوا عليهم بأعسل الكلام وأعذبه … وبأن التهدئة والسلام هو ديدن لنا قبل ان تكون مطلب للعدو … ولا تعطوا أبداً اجابة نهائية … إبقوها ولأجل غير مسمى حالة ملتبسة لا تؤشر الى اي شيء … قد تحمل في طياتها بداية حرب ضروس ، وقد تحمل حالة من التهدئة والانفراج … نحن لن نخسر شيئًا … نحن في حالة حصار مستدامة ، وفي حالة عوز وشقاء بلا نهاية … ولكن الابقاء على حالة اللايقين ، حالة اللاحرب واللاسلام… حالة اننا قد نصحو على اندلاع مفجع للحرب صباح الغد ، وقد نصحو على لاشيء … هدوء مصحوب بكل احتمالات الانفجار … الابقاء على ذلك هو هدفنا … فليبقى جنود وضباط الاحتياط في جيش العدوان ، والذين هم في واقع الحال من يدير مصانعه وشركاته ومؤسساته ومدارسه ومستشفياته … فليبقى هؤلاء في حالة استدعاء متواصلة … وليبقى شعبه يمارس الحياة بتردد وبلا يقين ، عين على الشارع والعين الأخرى على المخبأ … ويده تتحسس دائمًا جواز السفر البديل … دعوهم يعضوا بالنواجذ على أصابعنا ، ونعض نحن أيضًا بالأسنان وبالأضراس على أيديهم القذرة … ودعونا ننتظر لنرى ونسمع من سيصرخ أولاً .

سميح التايه 

2023-05-10 | عدد القراءات 507