لافروف وعبد اللهيان والمقداد وأوغلو : سيادة سورية ووحدة أراضيها وخارطة طريق للمصالحة نتنياهو يطلب وقف النار والمقاومة تضع شروطها : القبة الحديدية تفشل في صد الصواريخ

لافروف وعبد اللهيان والمقداد وأوغلو : سيادة سورية ووحدة أراضيها وخارطة طريق للمصالحة 
نتنياهو يطلب وقف النار والمقاومة تضع شروطها : القبة الحديدية تفشل في صد الصواريخ
الكيان بين الخيارات الصعبة في وجه وحدة المقاومة وسقفها العالي وصواريخها المتطورة
كتب المحرر السياسي 
  بينما نجحت مساعي روسيا وإيران في إيجاد منطقة وسط بين سورية وتركيا، أشار إليها البيان الختامي لوزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسورية من خلال الحديث عن خارطة طريق للمصالحة سوف يتولاها نواب وزراء الخارجية في اجتماع قريب، فشلت مساعي الوسطاء بقيادة أميركية وشراكة مصرية قطرية في تثبيت وقف لإطلاق النار طلبه رئيس حكومة كيان الإحتلال بنيامين نتنياهو، بين قوى المقاومة وجيش الإحتلال.
في موسكو التقى وزراء الخارجية في الرباعية الروسية الإيرانية السورية التركية، سيرغي لافروف وحسين أمير عبداللهيان وفيصل المقداد مولود شاويش أوغلو، وفيما أكد البيان الختامي للإجتماع على الأجواء الإيجابية والبناءة للحوار، والتمسك بوحدة الأراضي السورية وسيادة سورية ومكافحة الإرهاب وضمان عودة النازحين السوريين، قال وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، أن أولوية السورية هي انسحاب القوات الأجنبية من سورية والقوات التركية منها، وأكّد خلال الاجتماع الرباعي إنّ "كل التنظيمات الإرهابية تُشكّل خطراً على سوريا وعلى الدول الأخرى أيضاً".وأضاف المقداد أنّ "الهدف الأساس بالنسبة إلينا هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي في الأراضي السورية، مهما كان شكله، وهذا بالطبع يشمل القوات التركية. ومن دون التقدّم في هذا الموضوع، سنبقى نراوح في مكاننا، ولن نصل إلى أيّ نتائج حقيقية".وأعلن أنّ سورية "مستعدّة للانخراط بشكلٍ مُنفتح وبنّاء انطلاقاً من قناعتها الدائمة بأنّ الحوار والنقاش هما أفضل سبيل للوصول إلى الأهداف المرجوة، ما دام ذلك يستند إلى الاحترام المتبادل لسيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".وأشار إلى أنّ "سوريا وتركيا تجمعهما حدود طويلة وأهداف ومصالح مُشتركة"، وقال: "رغم كل سلبيات السنوات الماضية، نرى أن هناك فرصة سانحة للعمل بشكل مُشترك من قِبل الدولتين بمساعدة ودعم الأصدقاء الروس والإيرانيين لتحقيق هذه الأهداف والمصالح بما يخدم تطلعات الشعبين".ولفت المقداد إلى أنّ مسار أستانة حقق بفضل الجهود المشتركة العديد من النتائج الإيجابية على الأرض، ونجح في حلّ بعض القضايا، فيما تعثّر في حل قضايا أخرى.وأوضح أن اللقاء "بصدد صيغة جديدة مختلفة تكون أكثر ديناميكية في التعامل مع مختلف القضايا الهامة".
في فلسطين المحتلة توجت قوى المقاومة يوم الصمت الطويل الذي فرض على جيش الاحتلال حرب استنزاف نفسية ومادية، بإطلاق صواريخها تحت راية غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل فصائل المقاومة، رغم إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الحديث عن معركة مع حركة الجهاد الإسلامي وتحييد حركة حماس، واتفقت قوى المقاومة على ترجمة نتنياهو بالتزامه بعدم استهداف المؤسسات الحكومية والخدماتية لقاء التمسك بحصرية المواجهة مع الجهاد، في مقابل وضع استهداف المنشآت الحيوية الاقتصادية للكيان في مقابل توسيع بنك الأهداف في غزة، وزجت المقاومة بتقنيات صاروخية جديدة أثبتت فعاليتها في تفادي القبة الحديدية وأوقعت جيش الإحتلال واجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في ارباك كبير، عبر تجاوز القبة الحديدية، فنشر قادة الكيان ومؤسساته أرقاما متعاكسة حول عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة وتلك التي عطلتها القبة الحديدة، لدرجة أن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالنت، تحدثا في مؤتمر صحفي واحد وقدم كل منهما رقما يعاكس رقم الآخر بفارق دقائق قليلة، وبقي الرقم الأدق الذي نقلته شبكة البث الإسرائيلية الذي تحدث انه حتى التاسعة ليلا كانت المقاومة قد أطلقت 300 صاروخ لم تنجح القبة الحديدية باعتراض أكثر من 26 منها ، وبعد التاسعة ليلا انهمرت الصواريخ مجددا على المدن والمستوطنات فطالت يافا ، وأوقعت في عسقلان وسديروت اصابات وخسائر جسيمة، وفشلت مساعي وقف النار الذي دعا اليه نتنياهو مساء أمس وطلب دعم وزراء المجلس الوزاري المصغر له، وبدا الاباط على نتنياهو وغالنت في المؤتمر الصحفي رغم استبشارهما بفرص نجاح وقف النار خلال الليل او فجرا، لكن المصادر الاعلامية الاسرائيلية تحدثت عن ان سبب الفشل هو الشروط المتشددة التي وضعتها المقاومة، وتضمنها التزام بضمانات بوقف الاغتيالات وتسليم جثة الشهيد خضر عدنان ومنع مسيرات الاعلام من دخول القدس، وحفظ حق المقاومة بأن تطلق الوجبة الأخيرة قبل وقف النار، باعتابر ان الطقة الأولى كانت للاحتلال، ويقف نتنياهو وغالنت وفق المراقبين الاسرائيليين بين معادلتين صعبتين، الأولى في الاختيار بين توسيع المواجهة مع حماس وتحمل توسع الرد نحو منشآت حيوية كمحطات الكهرباء والقطارات ومنصات الغاز، واحتمال انضمام جبهات جديدة للمعركة، او البقاء على خطاب املواجهة مع الجهاد وتحييد بنى غزة المدنية والخدمية عن الاستهداف، مقابل تساقط الصواريخ على العمق الاسرائيلي وتفسير معنى الحديث عن توجيه ضربات قاصمة لحركة الجهاد فيما يقول قادة الكيان أن الجهاد وحدها تقوم بقصف الصواريخ، أما المعادلة الثانية، فهي الاختيار بين قبول شروط قاسية لوقف النار تعني الهزيمة وتهدد بتفكك حكومته وتنامي المعارضة، وبين مواصلة المواجهة وظهور المزيد من التعقيدات في القدرة على  مواصلتها.

 

2023-05-11 | عدد القراءات 516