عاصفة جبل محسن تتحدى الجميع ... روزانا رمّال

انحسرت عاصفة السماء و اطلت الشمس على طرابلس اللبنانية و هي  تحصي عدد شهداء  و جرحى قضوا في تفجير بمنطقة جبل محسن هناك..

عاصفة و برد شديدين و لباس ثقيل و احزمة ناسفة تزنر اجسادأ و ارواحا  انهت حياتها و حياة من حولها بابشع الطرق ..

الطقس بارد و تحت اللباس الثقيل احزمة لا احد يشك ان القاتل يحملها و لا احد يشك انه  بين رواد القهوة تلك ..و اي امن و اي حديث سوى البرد القارس عند شعوب الشرق المنطقة و البحث عن ملجأ للتسلية و الدفء بعيدا عن روتين المنازل .

سياسيا تبدو العملية الانتحارية في جبل محسن متوقعة عند عدد كبير من المتابعين و الامنيين  الذين راهنوا على برد الشتاء و ما سيتركه من ضغط على الارهابيين  بعد  ما تناقلته الارصاد الجوية من قساوة في هذا الموسم البارد ..

الجرود اللبنانية الملاصقة للاراضي السورية و المشتركة معها في بعض المناطق حيث احتجز الارهابيين فيها باتت الجماعات فيها  بمازق كبير  و بالنسبة اليهم في هذا الطقس المثلج فالتقدم الذي احرزه الجيش السوري و عقبه الجيش اللبناني و حزب الله جعل من هذه المجموعات محتجزة بين فكي كماشة لا التقدم نحو لبنان مضمون النتائج  ولا التراجع الى الخلفنحو الجانب السوري سهلا .

ضغط المسلحين على لبنان لم يبدأ اليوم فهو كان قد بدأ منذ خطف العسكريين اللبنانيين و ذبح عدد منهم تدريجيا حيث لم تتجاوب الدولة اللبنانية حتى الساعة بما طلبه المسلحين حينها و كان اطلاق سراح ارهابيين من سجون لبنان و مع الوقت  تبين ان مبدأ اخراج المطلوبين من السجون لم يكن يوما هدفا للجماعات المسلحة  بل كان منطقة امنة يتنقلون فيها و يؤمنون كل ما يتجون بلا حريج او رقيب من الدولة اللبنانية .

البرد ضغط من جهته  لكن يبدو ان اجواء  الحوار بين تيار المستقبل و حزب الله ايضا ارخت بظلالها فاول متضرر من اي تقدم في هذا الاطار بين الفصيلين اللبنانين الاكبر في لبنان بين سنة و شيعة تحديدا هو استهداف مباشر لكل مساعي الارهاب في تعزيز التفرقة و التباين بين الفرقاء و بالنظر الى المنطقة المستهدفة فهي جبل محسن المعروف عنها بالاغلبية العلوية و هي الموالية للرئيس السوري  و حلفائه في لبنان و و يظهر بوضوح ان المطلوب من استهدافها هو استهداف الحوار مباشرة في البلاد لكي تتصدر الحساسيات و الاتهامات المتبادلة المشهد بعد الاتفاق عن التنفيس و التهدئة بين الطرفين .

لا يمكن توقع المنطقة المقبلة او الهدف المقبل الذي  التي قد يخطط لضربه الارهاب في لبنان لكن الاكيد ان هذا الاستهداف في جبل محسن لن يكون الاخير و ان الجميع بخطر طالما ان البلاد مقبلة على اجواء حوار متبادلة تسعى داعش و اخواتها بشتى الطرق بث الفرقة لانا تتضرر و تتحاصر بتضافر الجهود حكما و هذا الخطر ينسحب  على كل المناطق اللبنانية من الموالية لسوريا و لحزب الله وصولا الى المناطق الموالية لتيار المستقبل الى مراكز الجيش  اللبناني و مناطق المسيحيين في لبنان و عليه فان المسؤولية تقع اكثر على كل من بادر و تجاوب بالمباشرة ببث اجواء الحوارات في لبنان من العماد عون و جعجع حتى حزب الله و المستقبل .

عاصفة جبل محسن تتحدى الجميع  وامنيا فان ايام البرد المقبلة قد لا تبشر بالخير.

 

2015-01-11 | عدد القراءات 1982