انحسرت عاصفة السماء و اطلت الشمس على طرابلس اللبنانية و هي تحصي عدد شهداء و جرحى قضوا في تفجير بمنطقة جبل محسن هناك..
عاصفة و برد شديدين و لباس ثقيل و احزمة ناسفة تزنر اجسادأ و ارواحا انهت حياتها و حياة من حولها بابشع الطرق ..
الطقس بارد و تحت اللباس الثقيل احزمة لا احد يشك ان القاتل يحملها و لا احد يشك انه بين رواد القهوة تلك ..و اي امن و اي حديث سوى البرد القارس عند شعوب الشرق المنطقة و البحث عن ملجأ للتسلية و الدفء بعيدا عن روتين المنازل .
سياسيا تبدو العملية الانتحارية في جبل محسن متوقعة عند عدد كبير من المتابعين و الامنيين الذين راهنوا على برد الشتاء و ما سيتركه من ضغط على الارهابيين بعد ما تناقلته الارصاد الجوية من قساوة في هذا الموسم البارد ..
الجرود اللبنانية الملاصقة للاراضي السورية و المشتركة معها في بعض المناطق حيث احتجز الارهابيين فيها باتت الجماعات فيها بمازق كبير و بالنسبة اليهم في هذا الطقس المثلج فالتقدم الذي احرزه الجيش السوري و عقبه الجيش اللبناني و حزب الله جعل من هذه المجموعات محتجزة بين فكي كماشة لا التقدم نحو لبنان مضمون النتائج ولا التراجع الى الخلفنحو الجانب السوري سهلا .
ضغط المسلحين على لبنان لم يبدأ اليوم فهو كان قد بدأ منذ خطف العسكريين اللبنانيين و ذبح عدد منهم تدريجيا حيث لم تتجاوب الدولة اللبنانية حتى الساعة بما طلبه المسلحين حينها و كان اطلاق سراح ارهابيين من سجون لبنان و مع الوقت تبين ان مبدأ اخراج المطلوبين من السجون لم يكن يوما هدفا للجماعات المسلحة بل كان منطقة امنة يتنقلون فيها و يؤمنون كل ما يتجون بلا حريج او رقيب من الدولة اللبنانية .
البرد ضغط من جهته لكن يبدو ان اجواء الحوار بين تيار المستقبل و حزب الله ايضا ارخت بظلالها فاول متضرر من اي تقدم في هذا الاطار بين الفصيلين اللبنانين الاكبر في لبنان بين سنة و شيعة تحديدا هو استهداف مباشر لكل مساعي الارهاب في تعزيز التفرقة و التباين بين الفرقاء و بالنظر الى المنطقة المستهدفة فهي جبل محسن المعروف عنها بالاغلبية العلوية و هي الموالية للرئيس السوري و حلفائه في لبنان و و يظهر بوضوح ان المطلوب من استهدافها هو استهداف الحوار مباشرة في البلاد لكي تتصدر الحساسيات و الاتهامات المتبادلة المشهد بعد الاتفاق عن التنفيس و التهدئة بين الطرفين .
لا يمكن توقع المنطقة المقبلة او الهدف المقبل الذي التي قد يخطط لضربه الارهاب في لبنان لكن الاكيد ان هذا الاستهداف في جبل محسن لن يكون الاخير و ان الجميع بخطر طالما ان البلاد مقبلة على اجواء حوار متبادلة تسعى داعش و اخواتها بشتى الطرق بث الفرقة لانا تتضرر و تتحاصر بتضافر الجهود حكما و هذا الخطر ينسحب على كل المناطق اللبنانية من الموالية لسوريا و لحزب الله وصولا الى المناطق الموالية لتيار المستقبل الى مراكز الجيش اللبناني و مناطق المسيحيين في لبنان و عليه فان المسؤولية تقع اكثر على كل من بادر و تجاوب بالمباشرة ببث اجواء الحوارات في لبنان من العماد عون و جعجع حتى حزب الله و المستقبل .
عاصفة جبل محسن تتحدى الجميع وامنيا فان ايام البرد المقبلة قد لا تبشر بالخير.
2015-01-11 | عدد القراءات 1982