سميح التايه: هكذا ننتصر …

منذ ما قبل إنشاء كيان الإحلال ، استفاد الصهاينة من نمط حرب البرق ، البليتزكريج ، والتي انتهجها الغرب وأبدع فيها الألمان ، وبالذات الأب الروحي للحرب الخاطفة ، الجنرال هاينز جودريان … وفي واقع الحال فإنك ان اعتنقت هذا النمط من الحروب وجعلته عقيدة عسكرية لك فإن الأمر يتطلب أن تصاغ عملية التسليح والتجهيز والتدريب بطريقة تنسجم مع أهم مقومات هذا النوع من الحروب … وهي السرعة والرشاقة والمقدرة الفائقة على الحشد والالتفاف والإبرار والاسقاط الرأسي … لقد برع العدو في هذا النوع من القتال ، وكان جنرالاته تلاميذ خلصاء لمعلميهم من أسياد الحرب الألمان والإنجليز … وأتوا إلينا وقد استوعبوا كل تجارب الحرب العالمية الأولى والثانية ، بل وأضافوا اليها بعضًا من اللمسات الصهيونية بما يتفق مع التكوين النفسي والمعرفي للإنسان المقابل ، وكذلك الطبيعة الجغرافية التي في اجمالها هي صحراوية ، وابدعوا في ذلك … ولكنهم لم يتحسسوا حقيقة ان الانسان بطبيعته متلقٍّ ، وهو وان تخلّف عن الركب الإنساني عقودًا وقروناً لسببٍ أو لآخر ، فإن التجربة والاحتكاك والمعاناة ومرارة الهزيمة تستفزّ كل الطاقات الكامنة في ذاته حتى تضعه في مصاف التعادل مع الآخر ، بل وربما في مصاف القادر على تحقيق الانتصار … ظن العدو المارق المتمثل في كيان الاحلال ان الأمر قد استتبّ له ، وان يده هي العليا ، وان جيشه الصاعق لا يمكن هزمه … الى ان فوجئ المرة تلو الأخرى بأن الانسان الذي يقاتله قد بدأ يراكم التجربة بعد التجربة ، رغم مرارة الهزيمة ، ومرارة النزف وتكبد الخسائر ، ولم يمض طويل وقت حتى بدأ هذا العدو المتغطرس يذوق طعم الهزيمة ، ويكرع من ماء الانكسار … لقد ظن ان بإمكانه دائمًا ان يرقّصنا على أنغامه وموسيقاه … وهانحن الآن نمسك بتلابيبه ونضطره إلى الرقص على أنغامنا … على إيقاع الدبكة الشامية … وئيدة بطيئة متأنية راسخة القدم … فالذي عند أهله … على مهله … سنرقّصه على ايقاعنا وبطريقتنا … ولينطنط كيف يشاء … لقد استحوذنا على ناظم الايقاع … وويل لهذا العدو من أنغام السيمفونية المشرقية المتأنية المسترسلة … خليط من عبقرية فارس والصحراء والدهاء الشامي … وفيض من روح الإسلام المحمدي الحسيني .

سميح التايه 

 

2023-05-12 | عدد القراءات 509