الصمت الذي مارسته فصائل المقاومة لمدة 36 ساعة في رأيي ، بالإضافة الى كونه مطرقةً حطمت مفاصل قواه المعنوية الواهنة ، أو ما تبقّى من هذه القوى ، كان فخّاً إعلامياً ، فلقد ظن الأحمق نتنياهو ان بإمكانه ان يخرج على الملأ ، ويدعي بصلافة انه أخرج مقدرة المقاومة الصاروخية من العمل … لينكشف بعد ذلك بيوم ونصف اليوم كذب إدعاءاته ، ليس فقط أمام العالم ، ولكن أمام شعبه في المقام الاول … لقد انهالت مئات الصواريخ على الكيان الطارئ ، فضربت المنطقة من غلاف غزة وحتى تل أبيب ، فصيل واحد فقط ، ليس الأقوى والأكثر عدةً وعددًا بين الفصائل المحيطة بالكيان ، تمكن من تلقينه درساً لا ولن ينساه … لقد ظهر جليًا ، وبصورة لا تقبل المواربة ، الأهمية المطلقة للروحية ، مجتمع بالغ الهشاشة ، يتهاوى عند الملمّات ، قدرته على التحمل تكاد ان تكون صفرًا ، ورغبته في التضحية في سبيل الكل تكاد ان تكون صفرًا آخر … البناء النفسي والقيم المعنوية الطاردة لتغوّل الأنا مضمحلّة تمامًا … جمعهم حب الحياة والاستمتاع بها … وسوف يمزّقهم شذر مذر غياب اللحمة التي تبقي على المجتمعات الإنسانية متماسكة … تلفيقات من هنا وهناك ، بلا جامع ولا قاسم تبقي على بناءهم الوطني قائمًا ، ان شئنا جزافًا ان نسميه بناءً وطنيًا ، … ألم يسائل نفسه ، ذلك المخوّل بقيادة هذا الكيان … وهو الآن نتنياهو … ماذا لو دخلنا في مغامرة أخرى وقرر الطرف الآخر الاستمرار بالقتال ، ورفض كل جهود التهدئة … هل يستطيع هذا الشعب الهش ، بنسائه واطفاله وشيوخه البقاء الى مالا نهاية في الملاجئ … هل يتحمل هذا التكوين الإنساني الضعيف والقابل للكسر بسهولة حالة التعايش مع الخطر ودهماء الموت في أية لحظة … هل يصبر هذا الكيان على شلل متفاقم في اقتصاده قد يستمر شهورًا وشهور … لا يساورني ادنى شك بأن فكرة المغادرة ، ولا جدوى هذا المشروع القميء تخطر على بال جموع هذا التجمع المريض في اليوم مئة مرة … دعونا ننتظر ونرى .
سميح التايه
2023-05-15 | عدد القراءات 679