سميح التايه: الملك المتقشّف

لم يبق أمام أولئك الذين يتفنّنون ، ولأسباب ترويجية ، في محاولة إظهار مدى البساطة والتواضع والأريحية التي يتمتع بها ملك الأردن وعائلته ، من خلال إظهارهم تمامًا مثل العائلات المتواضعة ، المتوسطة الحال ، وهم يجلسون الى مائدة الافطار ، فيغمّسًون الحمّص والفول … ثم وفي مكان آخر ، يقوم جلالته ، تمامًا كأي شخص متواضع الحال ، وهو ينشّ على الباربيكيو بيديه الكريمتين المتواضعتين … لم يبق أمام هؤلاء الترويجيين لبضاعة كاسدة ، سوى ان يجلسوا الملك في الكراسي الخلفية في أحد باصات المواصلات ، ليتنقل من مكان لآخر بسبب عدم امتلاكه لسيارة خاصة ، او ان يصوروه وهو يقف بالدور لإتمام احدى المعاملات أمام إحدى الوزارات  … تخّنتًوها … لم لا يبيّنوا للناس بالأرقام التي لا تكذب ، كم هي مصاريف العائلة الحاكمة المالكة … وكم يكلّف كل قصر لأحد الأمراء ، او لأحدى الأميرات خزينة الدولة … او ما هي أنواع السيارات والطائرات الخاصة التي يتنقلون بها … وما هي أملاكهم في أوروبا وأمريكا من قصور وعقارات ومزارع … لم نعرف ما كان يملكه الملك الراحل ، الحسين بن طلال ، إلا بعد وفاته والجلبة التي أثيرت حينما تقاسمت الملكة نور واولادها الثروات والعقارات والممتلكات بمئات الملايين في جميع انحاء العالم … في آخر مرة ذهبت فيها الى الأردن قبل قرابة العشر سنوات ، كان حديث الناس إذّاك عن رغبة صاحبة الجلالة رانيا العبدالله اقامة حفل عيد ميلاد لصديقتها الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي تكريمًا للصداقة ، والتي كانت ستكلف مبلغ 10 ملايين دولار … يابلاش … والناس في الأردن لا يجدون ما يقيم أودهم … المصيبة ان هذه المسرحيات الكوميدية غالبًا ما تنطلي على الغالبية الساحقة من الناس ، وينجح مروّجي هذا الهراء في أغلب الأحيان في تزوير الحقيقة والعبث في مقدرة الناس على تبصّر ما الذي يحدث .
سميح التايه 

2023-05-18 | عدد القراءات 547