قمة جدة عودة إلى قمة بيروت 2002 …ومبادرة حول سورية لاعادة النازحين والاعمار
الأسد : سورية قلب العروبة وتؤمن بعروبة الانتماء لأنه ثابت لا الأحضان لأنها عابرة
لبنان يرتبك مع وصول مذكرة الإنتربول لتوقيف سلامة : يتنحى أم يحاكم أم يبقى متواريا ؟
كتب المحرر السياسي
عادت القمة العربية في جدة الى ثوابت قمة بيروت 2002، فحذفت الفقرات التي تتحدث عن المقاومة وتصفها بالإرهاب والفقرات التي تشير إلى خطر إيران على الأمن الإقليمي، ولم يرد ذكر للتطبيع والإبراهيمية، وتمت العودة الى التمسك بالحقوق الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال والعدوان، واعتبار المبادرة العربية للسلام اطارا وحيدا لمقاربة حل القضية الفلسطينية، وتلقت رسالتين رئاستين من كل من الرئيسين الروسي والصيني، فلم تقرأ دعوة الرئيس الأوكراني كلمته الا كمسعى سعودي لتكريس دور الوساطة الذي تسعى إليه السعودية، وتأكيدا على الموقع الوسط للسعودية في قلب المحاور الدولية القديمة والجديدة، أما في شأن لبنان فكان كافيا ازالة الفقرات التي كانت تستهدف حزب الله من البيانات السابقة، والدعوة لملء الفراغ الرئاسي، لتكون القمة التي تناولت الملفات العربية بمواقف سياسية أقرب للتمنيات، قمة سورية بامتياز، سواء من حيث كونها قمة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الحاضر الأبرز فيها، أو لجهة ما شرحه وزير الخارجية السعودية في ختام القمة عن الرؤية السعودية لمقاربة الوضع في سورية عبر الانفتاح على الدولة السورية ودعم خياراتها بإنهاء الميليشيات والوجود العسكري الأجنبي غير المشروع، والتعاون على المسار السياسي معها، وبالتوازي امتلاك خطة لجمع إعادة اللاجئين واعادة الاعمار ضمن خطة يتم استثناؤها من العقوبات بالحوار مع الغرب الأوروبي والميركي، وتضمن فيها الدولة السورية العودة الآمنة والكريمة لللاجئين.
كلمة الرئيس الأسد كانت أبرز الكلمات، وقاربت القضايا الخاصة بعودة سورية بعنفوانها وكبريائها منتصرة، لا مستجدية، تستعيد حقا ولا تتلقى مكرمة تسدد ثمنها من المواقف، فقال الأسد، أن "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة.. لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان.. فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم.. وربما ينتقل الانسان من حضن لآخر لسبب ما.. لكنه لا يغير انتماءه أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن وسوريا قلب العروبة وفي قلبها". ودعا الى ان تكون "الجامعة متنفسًا في حالة الحصار لا شريك له ملجأ من العدوان لا منصة له".و داعيا أيضا الى "استعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا معقمق لها"، وعن التحديات قال الأسد، أنها "لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربيًا بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة اخوانية منحرفة.. ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، و مسؤولية "مواجهة الذوبان القادم الليبرالية الحديثة التي تستهدف الانتماءات الفطرية للإنسان وتجرده من أخلاقه وهويته"، وقال ان امام العرب "فرصة تبدل الوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء.. هي فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي.. وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزًءًا فاعلًا فيه ".
لبنانيا، تسلمت الدولة اللبنانية مذكرة الإنتربول التي أصدرتها فرنسا لتوقيف حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ولم يتضح كيف سيتعامل معها لبنان الرسمي أمنيا وقضائيا، خصوصا ان سلامة في موقع رسمي متقدم في الدولة، وبقي السؤال معلقا، هل يتنحى ويتم توقيفه، أم يبقى متواريا عن الأنظار، أم تبدأ محاكمته في لبنان ورد طلب التوقيف؟
2023-05-20 | عدد القراءات 570