سميح التايه: تفاءلوا بالخير تجدوه …

الفلسفة التي يجب ان تحكم علاقاتنا مع الناس سواءً أكانوا من ابناء جلدتنا ، او مع من هم غرباء هنا ، باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب ، والذي وصفه سماحة الامام الغائب موسى الصدر بالشر المطلق … هي فلسفة تعتبر الانسان المقابل هو مزيج من الخير ومن الشر ، يتفاوت من إنسان الى آخر … فتعلو وتيرة الشر في بعضهم مع بقاء شذرات من الخير في ذاتهم ، وتعلو وتيرة الخير في بعض آخر مع بقاء هنّات من الشر في ذاتهم … الفضيلة والرذيلة في المحتوى الإنساني هي مسألة اميبية دائمة التغيير ، ودائمة التشكّل ، ولا تبقى على حال ، وواجب أولي البصيرة والرأي النافذ استفزاز الخير  في تكوين الآخرين ليبقى على حالة متسيّدة ، والتصدي لنوازع الشر فتكبح جماحه ، وتبقيه في حالة متضائلة  … يخاطب الله سبحانه في مكان ما فيقول … يا بني آدم ان انت اتيت اليّ مشياً ، فسآتيك ركضًا … ويتحدث الرسول في مكان آخر في وصفه للذات البشرية ، ومدى قدرتها على التقلّب … فالإنسان ان ارتضى بالايمان ديدناً هو كالقابض على الجمر … يمسي كافراً ، ويصبح مؤمنًا … واجبنا نحن الذين قيّض لنا ان نحمل لواء الحقيقة والخيران نعزز من المساحة الخيّرة في تلك النفوس المترددة ، وان لا نقذف بأولئك الذين غمض عليهم تبيان الطريق السديد الى مصاف الاعداء ، بل ان علينا ان نقتنص كل مناسبة او فرصة للتشبيك معهم وترغيبهم وتبيان ما التبس عليهم ، وان لا نعدم وسيلة لتقريبهم الينا وليس ابعادهم عنا … اقول هذا لأولئك الذين يحترفون التشكيك في كل شيء ، وقد اتخذوا موقفًا صلدًا غير قابل للتزحزح من اولئك الذين ضلوا السبيل ، ان بالقسر او بغياب المقدرة على تبيّن الحقيقة .
سميح التايه 

2023-05-22 | عدد القراءات 647