مجرد أن يكون التراكم اللاأخلاقي في ذاتك من التضخم والتكدس لدرجة ان يدفعك نحو المشاركة في قتل شعب مستضعف من المفترض انه شقيق ، لم تمتد يده في يوم من أيام التاريخ إليك بالأذى او المعاداة ، وأعني بذلك الشعب اليمني الحبيب … ومجرد أن يكون الإنسلاخ عن أي قيمة إنسانية وأي انتماء ديني أو قومي يبيح لك تقديم التقارب والتصادق والتطبيع ومن ثم تتبيع بلدك لألد أعداء الإنسانية ، ومن باب أولى لألد أعداء الأمتين… العربية والاسلامية… مجرد ان تنخرط في هاتيك التوجهات البائسة ، فلا يستبعد أبدًا ان تندفع بلا هوادة نحو صراع شخصي ، ولمصالح شخصية تكون فيه مصلحة وطنك وشعبك هي آخر ما تضعه بعين الاعتبار … رجلان ينتميان بجدارة وبلا مواربة إلى أسوأ انتاج إنساني ، بلا بعد أخلاقي أو قيمي او اعتباري ، اندفعا الى صراع كما صراع الفيلة ، يحطمان كل ما هو في طريق طموحهم المقيت … أئن وطنًا أو شعبًا او تراث إنساني … فأخذا يكيلان الضربات بعضهما لبعض ، في سبيل الاستحواذ على أكبر كمية من المنافع الشخصية ، والذهب البارق والأموال التي تتكدس في البنوك بينما غالب الشعب يتضوّر من شدة الفاقة والجوع ، ويصطف في طوابير كيلومترية ولساعات طوال ليحظى برغيف من الخبر ، بينما تقبع بلاده الشاسعة الأرجاء في اطار من الثروات الباهظة التي تنتظر إدارة كفؤةً وعقل مستنير لتجعل منها جنة الله في الارض ، وسلّة غذاء لمئات الملايين من البشر ، وثروات لا تنتهي من الذهب والمواد الخام ، وحشود وقطعان من الثروات الحيوانية تفيض عن حاجات بلاد وشعوب على مدّ البصر ، وعلى مساحات الأرض ، ومياه نهرية ومطرية وجوفية تتدفق بلا انقطاع ، تكفي لإرواء الارض الى درجة ما بعد الإشباع … يترك كل هذا بواراً ليتفرغ شذاذ الآفاق ، الطارئين على الزمن والتاريخ ، للاقتتال على المكاسب الشخصية ، ولتذهب البلد وليذهب الشعب إلى الجحيم … ويطاح خلال هذه المسيرة البائسة الآثمة بالوطن وبالانسان وبالمستقبل بلا رحمة وبلا وازع من ادنى درجات الانتماء ، وبلا رادع من ضمير او شعور تجاه هذا الشعب المنكوب … لك الله يا شعب السودان .
سميح التايه
2023-05-24 | عدد القراءات 421