سميح التايه: الكيان المعتوه

يتمنّى بتسلئيل سموتريتش ان يبقى الأسير الفلسطيني المفكر وليد الدقّة في الأسر حتى يتعفّن … هذا النازي الفاشي المقزّز ، الذي يتفنّن في اصدار التصريحات بالغة التطرّف ، والتي تؤشر نفسيًا الى ان الرجل يعاني من فوبيات متعددة ، أحدها وأهمها الخوف المتأصّل ، وعدم القدرة على مواجهة التحديات ، وبالذات الفيزيائية منها … فهذا النمط من المعتوهين ، يتأصّل في ذاته ، والأرجح وراثيًا ، جبن بالغ الحدّة ، يحاول ان يواريه وينفيه عن نفسه بطريقة لا إرادية من خلال التطرّف اللفظي … فهو ، بمناسبة وبدون مناسبة ، يطلق التصريح تلو التصريح في محاولة لإثبات صرامته وثباته الذي لا يتزحزح ، تمامًا مثل رفيقه في وزارة البلهاء ، ايتمار بن غفير … فكلاهما يظن بأنه حينما يطلق مثل هذه التقيّؤات المغرقة في التطرف ، سوف يعطي انطباعًا لدى المتلقّي بأنه رجل عنيف مقدام لا يهاب … وفي واقع الحال ، هو يمارس إصدار شحنة نفسية لزوم المخاتلة ، وبغرض التورية على صفة في ذاته لا يحبها ، بل هو يمقتها ، وهي الجبن … تمامًا كمثل الذي ما ان تنظر اليه حتى يعقد حاجبيه ، وهو تصرف لا إرادي يترتب على الشعور بالضعف النفسي ، يحاول من خلاله بطريقة لا ارادية الظهور بمظهر القوة وشدة المراس … فينعقد ما بين حاجبيه بطريقة غير مسيطر عليها … ومثل ذلك أيضاً جنوح الشخصية الانجلوسكسونية للظهور بمظهر الشخصية التلقائية ، والتي تتصرف دائمًا بطريقة عفويّة غير مخطط لها … وفي واقع الامر فإن الشخصية النفسية الأنجلوساكسونية هي الأكثر تعقيدًا وتركيبًا في العالم ، ولكنها وفي معرض الأداء المظهري ، تتصرف لإعطاء إنطباع مناقض تماما ً

للخبيئة … هكذا هي المادة … والانسان هو في نهاية المطاف… مادة … يتدفق بعيدًا عن المركز نقيض ما يقبع في المركز … وبمعنىً آخر … المادة مخاتلة … بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير ، بل وكل هذا التجمّع البشري القميء … هم مجموعة بشرية محبّة للتكدس والاكتناز ، وهي كارهة للآخر ، ولا تراه إلا شيء للقتل ، وهي تبني في عقولها جدلية مفعمة بالقاذورات الفكرية … لا يمكن ان يكتب لها الاستمرار ، ومن باب أولى البقاء … ستتهاوى الى أشلاء عند أول ارتطام حقيقي مع واقع معزز بالقوة . 

سميح التايه 

 

2023-05-30 | عدد القراءات 436