آخر ما خرج علينا به بني اسرائيل من شطحات ، هو ان قبر السيد يشعيا هاليڤي … او ليشع النبي ، كان مدفونًا قبل أربعة آلاف عام في كنيسة مار إلياس في حيفا … اذن … فدعونا نستبيح مقدسات هؤلاء " المسيحيين الضالّين " ، وندنّس كنيستهم ، لأن الأخ ليشع مرّ ذات يوم من هنا … هل هنالك وقاحة وغلاسةً أكثر من هذا … ماذا لو ان أحد حاخاماتهم استيقظ صباح الغد وقال لهؤلاء الرعاع ان فينحاس ، أو شمويل قام في يوم من الأيام ، وقبل خمسة آلاف سنة بالمرور مصادفةً في المنطقة الموجود عليها الآن ، الحرمين الشريفين … هل يكفي هذا لأن يقوم هؤلاء الأوباش باقتحام باحات الحرمين الشريفين ، ومن ثم المطالبة بالاستيلاء عليهما … خزعبلات وهلوسات ما انزل الله بها من سلطان … الحق مش عليهم … الحق على المسلمين والمسيحيين الذين لا يتصدون لهؤلاء الغوغاء بطريقة حاسمة وباتّة ، ومن ثم استئصال شأفتهم ووضع حد لكل هذا الهراء … وفي واقع الحال ، هم ليس لهم اي علاقة بأي دين ولا بأي فلسفة او قيمة اخلاقية … ولو كانوا كذلك لما غضب عليهم الله كل هذا الغضب ، بحيث ان ثلث القرآن هو إدانة لبني إسرائيل لشدة ضلالهم ، ولخروجهم عن تعاليم الله ، ولإسرافهم في ايذاء الناس والأنبياء والبشر … مكروهون من الله ومن الناس … قذف الله بهم الى الدياسبورا عقاباً لهم على النكث بكل العهود ، وختم على قلوبهم وعلى اسماعهم وعلى أبصارهم ، فغدوا نقيض كلّي للخير وللإيمان وللعدل وللإنصاف … فلم يجدوا سوى ان يسلكوا مسالك عجيبة منافية لكل القيم ، وتتنافى مع بديهيات المثل الربانية ، لتحقيق أهداف شائنة ، وللسيطرة على مفاصل صنع القرار في العالم ، بالدهاء والمكر وبنشر الرذيلة والفساد ، ومن خلال تحطيم القيم والأخلاق واستعمال المال والمحرمات لإدارة العالم نحو هلاك الإنسانية … لقد آن للمسيحية الحقيقية وللإسلام الحقيقي ان يقوما معًا باستئصال هذا السرطان .
سميح التايه
2023-06-02 | عدد القراءات 405