سميح التايه: النطنطة السياسية

 

مشكلة بعض السياسيين في لبنان أنهم يظنّون ان الناس أغبياء ، وانهم لا يستطيعون ان يدركوا تقلباتهم السياسية تبعًا لما تقتضيه مصالحهم … فتارة يتحالفون مع فصيل سياسي لأهداف تكتيكية … ثم يختلقون الذرائع بعد ذلك للتملّص من هذا التحالف ، لأن المصلحة السياسية الآنية تتطلب ذلك … فلا بأس في نظرهم ، ان تلبس ثوب العفة والنقاء ، حينما يتطلب الموقف منك ذلك ، ثم تخلعه و تلقيه في أقرب مزبلة حينما تقتضي المصلحة النفعية الآنية ذلك ، ولا بأس ان يتشدقوا ، كيما يظهروا امام الناس بمظهر دعاة الإصلاح ، بأعسل الكلام وأكثره دغدغة لعقول الناس ، بأن ديدنهم وشاغلهم هو نهج الإصلاح ، وكشف الفساد والمفسدين ومعاقبتهم ومحاسبتهم … ثم وحينما يحمي الوطيس ، ويبحلق الجمهور بحدقتيه متوقعًا تنفيذ تلك الوعود الرنانة ، والحملات الدون كيشوتية للتصدي للصوص … فتفاجأ بأن اولئك الذين توعّدوهم بالويل والثبور ، وعظائم الأمور … ما خلّوهم …! فتمضي السنوات الست وئيدةً مقيتةً مزريةً بدون اي انجاز … إلا من ضربة المعلّم والتي نفّذها حزب الله في عملية الترسيم ، وانتزع فيها الجائزة الكبرى من فم الوحش ، وأهداها للتيار وزعمائه حتى لا يقال بأن عهدهم كانت محصلته صفر … الأزعور ، الذي يتبنى باسيل ترشيحه الآن ، كان في القلب من منظومة الفساد ، منظومة السنيورة ، وما أدراك ما السنيورة ، و منظومة رياض سلامة ، وما أدراك ما رياض سلامة … الهندسات المالية ، والأموال البليونية التي تبخّرت من خزينة ألدولة ، ولا يعثر لها على أثر … الأزعور ، الذي يريد باسيل إيصاله الى سدة الرئاسة ، يداه ملطختان بكل اوساخ وقاذورات الممارسات التي أودت بالبلد الى ما هو فيه من انهيار كلّي يهدده بالزوال … اين تلك التنطحات اللفظية لمحاربة الفساد والمفسدين بلا هوادة ، والتي صدّع رؤوسنا بها باسيل …؟ لا ندري … نصيحة لجبران باسيل حتى لا يجد نفسه في يوم من الايام على هامش المشهد السياسي اللبناني ، بلا حليف وبلا صديق ، وبتمثيل في البرلمان لا يتجاوز ال 5 نواب … تماماً كمثل حليفه حزب الكتائب … إمشي عدل … يحتار عدوّك فيك .

سميح التايه 

2023-06-06 | عدد القراءات 300