تمامًا كما قالوا بعد استشهاد شيرين ابو عاقلة ، بأن الرصاصة انطلقت من الجانب الفلسطيني … ثم غيّروا القصة بعد ذلك ، وبعد ان بيّن التشريح ، ان الرصاصة التي قتلت شيرين ، لا يستخدمها إلّا القوات الإسرائيلية … فقالوا أنها رصاصة طائشة ، ربما تكون قد انطلقت عن طريق الخطأ ، في حالة من الاشتباك والارتباك ، وعدم المقدرة على السيطرة على الموقف … سيحدث الشيء ذاته في حادثة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد التميمي … سيصار الى استحداث لجنة تحقيق ، ستخلص الى ذات النتائج ، والتي ستحمل في طياتها ادانة للأشباح اللعينة … وسيلتزم مجتمع النفاق الدولي الصمت المطبق كعادته ، وسيقوم بالتنديد بأعمال العنف ، وكذلك إبداء القلق من تصاعد حدة المشاعر السلبية بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، وسيدعو الى الحوار والتقرب السلمي نحو التهدئة وضبط النفس … تمامًا كما حدث ألف ألف مرة قبل ذلك … يقتل الفلسطيني مع سبق الاصرار والترصد … طفل أو فتاة او امرأة او صبي يافع ، فتتعالى الدعوات للتهدئة ، ويدان العنف ، ثم يجري قذف الحالة برمتها الى لجنة تحقيق … ثم تبدأ الأصوات بالخفوت حتى تتلاشى … ثم يُنسى الموضوع وتطوى صفحته … واللي فات مات … نفس الشيء بالحذافير يحدث هنا في شوارع نيويورك و فيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلس … يقتل الأمريكي من اصول أفريقية كما تقتل الذبابة … مرة ظن الشرطي الأبيض بأن الأسود الذي قتله للتو ، بأربعين رصاصة كان ينوي سحب مسدسه ، فيتبين لاحقاً ان المسكين لم يكن يحمل سلاحًا ، ولا حتى شفرة حلاقة … ومرة يدّعي رجل الامن الأبيض بأن الشاب الاسود هجم عليه لقتله ، فاضطر للدفاع عن نفسه ، فيتبيّن بعد ذلك ان المسكين أطلق ساقيه للريح ، للنجاة من هذا الشرطي العنصري … وهكذا … بالآلاف… دائمًا الضحية أسود ، ودائمًا القاتل أبيض ناصع البياض … في بلادنا لن ينفع مع هذا الانسان القاتل ، السارق ، المحتلّ سوى … فتّاح … سرعته 13 ماخ … ينهب المسافة بين عبادان وتل ابيب في أقل من 5 دقائق … لا يمكن رصده او إسقاطه … ولا يهدأ له بال ، حتى يسقط على رؤوس هؤلاء الاوغاد … لا يفل الاجرام والتوحش والتغوّل وسرقة الأرض والثروات وتدنيس المقدسات … إلّا فتّاح .
سميح التايه
2023-06-07 | عدد القراءات 368