لم تعد الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ، والمسيّرات الانتحارية وغير الانتحارية ، والقوارب المسيّرة وغير المسيّرة … لم تعد هذه الإبداعات التي ستلهب ظهر وبطن وقلب الكيان حينما يقذف بالجميع الى أتون حرب طاحنة شاملة ، هي الشيء الوحيد في جعبتنا … نحن أيضاً لدينا معارك ما بين الحروب الخاصة بنا … مثل المراسل البطل علي شعيب … والجندي المصري الأيقونة محمد صلاح … والمزارع اللبناني المغوار إسماعيل ناصر … وقبل هذا وذاك ، اجماع عفوي طلع الى الدنيا ، من حيث تدري ولا تدري هذه الدنيا في المونديال … ليقول لهذا المخلوق البشع المقيت ، المدعو " إسرائيل " … أنك لا مكان لك هنا … وانك مهما فعلت بكل قدراتك لغسل الأدمغة ، والترويج لسلعة فاسدة ، ومهما دعمتك دول الهيمنة بالمال ، وبالتكنولوجيا ، وبالسياسة ، وبالإعلام … فإنك مرفوض ، مرفوض ، مرفوض بالمطلق . أما كفر شوبا … فتلك هي قصة أخرى … كفر شوبا جمعت الثلاثي الذهبي في مواجهة هذا العدو الخبيث … الذي حاول ان يجس نبض الجسد اللبناني كما جرت عليه عادته القميئة … فجوبه بالقبضات الفارغة ، والصدور العارية ، والجباه المرفوعة ، والإرادة التي قدّت من فولاذ ، ليس هذا فحسب … بل ان مغاوير الجيش اللبناني العظيم ، اندفعوا نحو الخط الأزرق ، بما تيسّر في أيديهم من السلاح ، فصوبوه إلى جنوده الجبناء ، والى ميركافاته مذكرين إياه ب وادي الحجير ، وإن عدتم عدنا … واكتمل المشهد الذهبي بالحضور الصامت للمقاومة … وجود مدوٍّ أحس به العدو قبل شعب المقاومة ، وأحس به القاصي والداني ، والقريب والبعيد… بأننا نراقب و نحسب كل شيء ، ونقيس عليكم تحركاتكم بمقياس الذرة … فحذار ، حذار ، من ارتكاب أي خطأ ، او الذهاب الى خيارات حمقاء … وأول من سمع الرسالة ، كان العدو وقياداته … وكان ذلك جليّاً واضحًا حينما لم يتجاوز ما استعمله العدو مسيّلات الدموع … رغم الغضب العارم ، والاندفاعة الجامحة للشباب الغاضب والجاهز للاشتباك … لقد حسبها العدو بدقة … وألزمه الصمت الصارم على الاكتفاء مرغمًا ذليلاً بمسيّلات الدموع … فهو يعرف تمامًا بأن سقوط شهيد واحد … سوف يجلب عليه كل ما في جعبة المقاومة من حمم وزلازل وأنواء بما لا طاقة له على تحمله … عصر جديد … وأمة تبعث من جديد .
سميح التايه
2023-06-11 | عدد القراءات 315