هل يتساءل المعنيون عن سبب التوتر في كفرشوبا؟ التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

هل يتساءل المعنيون عن سبب التوتر في كفرشوبا؟

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- بكل أسف يغيب ما يجري في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عن الاهتمام الواجب من وسائل الإعلام اللبنانية، وربما يغيب عن الكثير من المسؤولين اللبنانيين، من وزراء ونواب ورؤساء أحزاب، حقيقة ما يجري، فيذهبون حسب ميولهم السياسية لتفسير ما يجري، ويصدق الذين يناصبون المقاومة العداء رواية وهمية لا يقولها كيان الإحتلال نفسه، لكنهم يظنونها صحيحة و يرددونها، وقوامها أن المقاومة تقف وراء التصعيد، ويقول بعضهم أن السبب هو مرة صرف النظر عن المشهد الداخلي، ومرة خلق توتر يبرر الذهاب الى جولة مواجهة، وبعض يقول ان السبب ان المقاومة في أزمة وتريد الهروب الى الأمام، ولا يتوقف سيل التحليلات الهمايونية البعيدة عن الواقع، والتي لا يحركها إلا الحقد والكيد، ولا يكلف أصحابها انفسهم البحث عن السبب الفعلي لما يجري، ولو من باب الانسجام الشكلي مع مزاعم السيادة التي يظهرونها عندما يتهجمون على المقاومة.

- ما يجب أن يعرفه اللبنانيون، هو أنه على طول الخط الحدودي تم تقريبا تحقيق قدر من التطابق بين خط الانسحاب وخط الحدود، باستثناء نقاط الاعتراض اللبنانية الثلاثة عشر المعروفة، وهي تطال نقاط في مناطق رأس الناقورة وعلما الشعب،والبستان ويارين ومروحين ورميش ويارون ومارون الراس وبليدا وميس الجبل وعديسة وكفركلا والوزاني، اضافة الى كامل خط تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، والتوتر القائم يعود الى بدء جيش الاحتلال ببناء جدار عازل على الحدود، منذ العام 2018، فكلما أراد تثبيت دعائم الجدار وتجريف الأرض لوضع قواعد الاسمنت، كانت تقع مشكلة ويتصاعد التوتر في نقاط الاختلاف، ما أدى الى وقف العمل بالجدار في العام نفسه بعدما تصاعد التوتر في عديسة وهدد باندلاع مواجهة بين جيش الاحتلال والجيش اللبناني، ومعه أبناء القرى الحدودية ومن خلفهما المقاومة.

- مشكلة جيش الاحتلال أنه إذا أراد تفادي المواجهة فعليه أن يذهب لوضع قواعد الجدار على نقاط تسلم بالمطالب الحدودية التي يتمسك بها لبنان، وهذا اذا تم في عديسة ومارون وعيتا، فلن يكون ممكنا تفاديه في المناطق التي يقع حولها الخلاف الكبير، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولذلك كان الخيار التوقف عام 2018، حتى تمت العودة مؤقتا عام 2019 قبل التوقف مجددا، وصولا الى العودة الأخيرة عام 2022 مع الحكومة الجديدة لبنيامين نتنياهو والحديث المتجدد عن فرضية حرب الشمال.

- الذين يرغبون بتفادي التوتر من اللبنانيين عليهم أن يتساءلوا عن سبب وجود الجيش اللبناني والأهالي الذين لا ينتمون الى البنية الطائفية التقليدية المحسوبة على المقاومة، ليعرفوا اننا امام عدوان اسرائيلي موصوف، من المعيب والمخجل ألا يكون اللبنانيون يدا واحدة وبصوت مرتفع في مواجهته، وبينما ينشغل بعض اللبنانيين بالدفاع عن احد رموز التطبيع التي منعت من الدخول الى لبنان قانونا، يواجه اللبنانيون شعبا وجيشا ومقاومة أطماع جيش الاحتلال وعدوانيته، ويعيش الجنوب وضعا يتصاعد الى المزيد من التوتر، بسبب مأزق الكيان، فان توقف عن الجدار وهو يخشى حربا قادمة احس بالعبور على رقبته ، وإن تابع البناء على نقاط لا تثير مواجهة، سلم للبنان شعبا وجيشا ومقاومة بنصر كبير، أهم مناطق سوف تكون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا..

 

2023-06-11 | عدد القراءات 435