لماذا التصعيد الإسرائيلي جنوبا ؟
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- التافهون فقط يعتقدون أو يروجون لاحدى مقولتين، الأولى أن ما يجري على تلال كفرشوبا وفي منطقة مزارع شبعا،هي أحداث هامشية لا تستحق الاهتمام، أو أنها احداث ناتجة عن نية المقاومة التصعيد، فمن يقولون بهذه او تلك يفتقدون إلى اثنتين، الوطنية والمنطق.
- البحث وراء موضوع التصعيد وأسبابه تكشف بسهولة أن قوات الاحتلال تقوم بصورة مستغربة بعمل معلوم سلفا أنه سوف يؤدي الى التصعيد، فهي عندما قامت بتجريف الخط الملاصق للحدود في النقاط المختلف عليها بين لبنان والكيان خلال رسم الخط الأزرق عام 2000 كادت تؤدي الى وقوع مواجهات، ما أجبر الاحتلال على وقف بناء الجدار على الحدود مع لبنان مرارا تفاديا لهذا التصعيد، فيكف يمكن توقع أن يمر الاعتداء الموصوف على الأراضي اللبنانية في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا دون رد فعل من الأهالي والجيش والمقاومة، والاحتلال يقوم بتجريف الأرض لزرع قواعد اسمنتية لاستكمال بناء الجدار واعلان الضم النهائي لهذه المناطق إلى سيطرته ؟
- أن يحدث هذا التحرش التصعيدي بالتزامن مع الاستحقاق الرئاسي ليس صدفة ايضا، فقادة الكيان يعلمون انهم اضعف من تحمل تبعات الانزلاق الى مواجهة مع المقاومة، لكنهم يفعلون ذلك بطلب أميركي، حيث وضع الأمريكيون يدهم على تدخلات حلفائهم الفرنسيين والسعوديين في الملف الرئاسي وتولوا ادارة الملف وتحويله الى منصة مساومة مع المقاومة حول الوضع على الحدود وترتيباته، عبر عروض مقايضات يحملها الوسطاء إلى المقاومة لمقايضة الترتيبات بالرئاسة، بعدما وفر لهم الاصطفاف وراء ترشيح جهاد أزعور ما يتيح خلق استعصاء رئاسي أمام المرشح المدعوم من المقاومة سليمان فرنجية.
- المهم أن ينتبه الذين يقولون انهم لم يبدلوا موقعهم وموقفهم من السيادة والموقف من اطماع الاحتلال، ويتحدثون عن تقاطع على ترشيح جهاد أزعور، الى أن التقاطع هو مجرد منصة للاستثمار، وان الفعل الحقيقي يجري جنوبا، وانهم جعلوا انفسهم مجرد ورقة تفاوضية بيد الأميركي، للحصول على ضمانات تتصل بأمن الكيان، ترفض القماومة تقديمها، والا لقدمت الرئاسة للمرشح المدعوم منها على طيق من ذهب.
2023-06-13 | عدد القراءات 301