كنت أتمنى ، ومن باب الترويج العادل للسلعة ، ان يصار الى تظهير المشهد الكلّي بجماليّاته وبالقباحة في طيّاته ، فليس في حب الحقيقة من شيء إذا ما نحن طفقنا نكيل المديح والثناء لجمال جارتنا ميمونة وفتنتها ، ثم لا نأت على ذكر كونها عاهرة تمتهن البغاء للارتزاق … تمامًا كمن يطنب في وصف نعومة الأفعى الرقطاء … وانسيابية جسدها ورشاقتها في الحركة ، وكذلك ألوانها الباهرة المتنوعة والتي تسرّ الناظرين ، ثم لا يأت على ذكر أن هذه الأفعى تبطن في نابيها الحادّين سمّ زعاف قد يودي بالملدوغ في ثوانٍ الى مهاوي الردى . كم كان حريّاً بأولئك المدفوعة أجورهم ليقوموا بحملات الترويج البائسة عبر التواصل الاجتماعي واليوتيوب ان يتحفونا بالكيفية التي استطاع من خلالها النظام الهاشمي في عمّان على سبيل المثال لا الحصر ، القيام وببراعة ، وعلى مدى ثلاثة ارباع القرن ، بحماية حدود الكيان المارق الطويلة ، وتأمين الهدوء والسكينة بهذه الكفاءة والاقتدار … ومن باب اولى ، كيف سقطت الضفة الغربية وقدس الأقداس من أصله في يد الصهاينة … فالعلاقات مع عبد الناصر كانت في معظم الوقت على صفيح ساخن … ثم ، وذات فجأة ، وقبل حرب الايام الستة ، وبقدرة قادر ، أصبحت سمن على عسل ، لدرجة الانخراط مع ناصر في الحرب ضد إسرائيل … مليون علامة استفهام … هل صدرت التعليمات آنذاك بأن الأوان قد آن ، يا صاحب الجلالة ، لتسليم يهودا والسامرة لأصحابها الأصليين …؟ ولا بأس في مسرحية الانخراط في الحرب مع ناصر … حتى نبدو أبطالًا … ولكن ما باليد حيلة … ثم نبكي بحرقة على ضياع الأقصى … مساخر بالجملة والمفرّق … ولكن دعونا ننسى كل شيء ، ونلغي عقولنا ، ونتحوّل الى أسماك سابحة … ونحتفل بزواج ولي العهد الوسيم ، ونرقص ، وندبك ، ونفرح … فالوقت وقت الفرح … ورعاك الله أيتها الأم الجميلة الأنيقة الرشيقة … ومرحى لهذه العائلة التي تتسم بالبساطة والأريحية والتلقائية … غاب عن منظّمي الحفل ، إحضار المطرب عدويّة ، ليصدح برائعته الخالدة … السّح الدّح امبو … الواد طالع لأبوه … حتى تكتمل الملهاة .
سميح التايه
2023-06-13 | عدد القراءات 349