ثلاثة مراحل إقليمية في إنتخابات الرئاسة اللبنانية
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يرسم مسار الانتخابات الرئاسية دائما المراحل المتسلسلة في تقلبات البيئة الإقليمية والدولية التي تحيط بلبنان، وقد بدا واضحا هذه المرحلة أن هناك ثلاثة مراحل حكمت الاستحقاق الرئاسي، الأولى كانت تديرها السعودية رغم وجود مبادرة فرنسية غير ظاهرة، وامتدت هذه المرحلة حتى الاتفاق الإيراني السعودي والانفتاح السعودي على سورية، وكان عنوانها الفيتو السعودي المعلن على سليمان فرنجية وترشيح ميشال معوض، وكان مقابلها التصويت بالورقة البيضاء من تحالف قوى الثامن من آذار التي وقفت وراء ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، ومعها التيار الوطني الحر.
- المرحلة الثانية كان عنوانها التموضع السعودي الجديد تحت شعار لا فيتو ولا ترشيح، وترجمت داخليا بانسحاب كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي من ترشيح معوض، وتقدم الدور القطري بتشجيع أميركي لصالح تمهيد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، وتقدم المبادرة الفرنسية بثنائي فرنجية لرئاسة الجمهورية والسفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وترجمت محليا بتصاعد حظوظ فرنجية، وهو ما عبر عنه فريق 14 آذار بإعلان النية المسبقة تعطيل نصاب الجلسة عندما يبدو فيها أن حظوظ فرنجية بنيل ال65 صوتا واردة.
- المرحلة الثالثة كان عنوانها امساك الأميركي بدفة ادارة حلفائه في الداخل والخارج، من خلال مقايضة قام بها أتاحت للسعودية إزالة الفيتو الأميركي عن مبادرتها تجاه سورية، وفتحت لفرنسا قنوات الاتصال مع إيران، مقابل تولي الأميركي ادارة الملف اللبناني لمقايضة الرئاسة بترتيبات على الحدود لضمان استقرار يخشى من اهتزازه على أمن الكيان، وهكذا تم سحب ترشيح العماد جوزف عون لصالح الوزير السابق جهاد أزعور، وتولى بمشاركة قطر رعاية ولادة التقاطع، أملا بتأمين الـ 65 صوتا لصالح أزعور وأكثر، ليسهل القول بأن خيار فرنجية سقط، ويمسك الأميركي بالورقة كي يساوم مع حزب الله على مقايضة بالرئاسة بالوضع على الحدود.
- حصيلة اليوم قالت إن المرحلة الثالثة انتهت بالفشل، فهل ينجح لقاء ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي بإعادة التقاط الكرة لصالح فتح قنوات الحوار بين الأطراف اللبنانية دون شروط مسبقة، وإعادة تنقيح المبادرة الفرنسية بما يتيح حفظ الدور السعودي بترجيح تسمية رئيس الحكومة، وتقديم الضمانات للمعترضين على ترشيح فرنجية، ورسم خريطة طريق لحل الملفات العالقة التي يملك فرنجية القدرة على مقاربتها؟
2023-06-14 | عدد القراءات 376