سقوط محاولة فرض رئيس بال 65 صوتا في الدورة الأولى فتحت الطريق لاستعادة فرنسا التفويض
ماكرون وابن سلمان : اتفاقات اقتصادية ومالية ضخمة …وعودة الى تنشيط المبادرة الفرنسية في لبنان
بو صعب بعد لقائه بري : الانتخابات المبكرة للخروج من عجز المجلس عن الحوار وانتخاب رئيس
كتب المحرر السياسي
تركزت الاهتمامات السياسية على قراءة المشهد الناتج عن جلسة الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران، مع تأكيد المعلومات عن وجود خطة متكاملة لمحاولة فرض رئيس ب 65 صوتا في الدورة الأولى التي تحتاج إلى 86 صوتا للفوز فيها، عبر مسعى مثلث الأضلاع، ضلعها الأول والأهم هو تركيز ماكينة سياسية امنية مالية دبلوماسية مهمتها ضمان حصول مرشح التقاطع جهاد أزعور على 65 صوتا وأكثر في الدورة الأولى، وكان أصحاب التقاطع داخليا وخارجيا يعتقدون أن هذه المهمة يفترض أن تكون سهلة، فنواة التقاطع وحدها هي قوى 14 آذار وقد استعادت الحزب التقدمي الاشتراكي الذي غادرها بعد جولات ترشيح ميشال معوض، وهذه القوى سبق وكان حجمها النيابي 71 نائبا يفترض أن يكون معها منهم 60 نائبا على الأقل بعد ازاحة الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي، ونواب التغيير الممكن استقطابهم بين 8 و 9 نواب، والقادم الجديد الى التقاطع التيار الوطني الحر بمؤازرة قطرية نشطة يمثل 17 صوتا، ويفترض بالمقابل ان قوى 8 آذار الداعم الوحيد لترشيح سليمان فرنجية قد خسرت التيار الوطني الحر الذي كانت تمثل معه 57 صوتا في انتخابات 2009، فماذا عساها تمثل بعد خسارته وفشلها في استقطاب جنبلاط وتكتل الاعتدال، وتقول مصادر سياسية أن التهديدات التي تحدث عنها نواب من كتلة التغيير لم تعد خافية على أحد، وأن نائبين تغييريين تعرضا علنا لها، بينما تم ضمان انتقال نائبين آخرين من الكتلة الى تقاطع ازعور بتدخل حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة الذي تلقى وعودا بمعالجة ملفاته الخارجية اذا تم ضمان فوز أزعور، وتم تحييد نواب لبنان الجديد عبر التهديد بشق التحالف اذا صوت عدد من اعضائه لفرنجية بتهديد اعضاء محسوبين على سلامة بالتصويت لأزعور، وبالتوازي كانت الخطة تقوم على بقاء انلواب المؤيدين لقوى التقاطع بالبقاء في المجلس وجذب النواب الآخرين من غير مؤيدي فرنجية بحيث كان التقدير بقاء فوق ال80 نائبا، وهو الرقم الذي بقي في القاعة عند خروج مؤيدي فرنجية عمليا، لتعطيل النصاب، وعندها يتم ادخال وسائل الاعلام والاعلان عن الاعتصام في املجلس النيابي حتى عقد دورة ثانية واعلان أزعور رئيسا، وتتم مناشدة سفراء الدول الكبرى وممثل الأمم المتحدة والتحاد الأوروبي للتوجه الى المجلس والبقاء حتى يتم عقد الدورة الثانية، وتتم اتصالات دولية رفيعة برئيس مجلس انلواب اقرب الى التهديد ما لم يقبل العودة الى قاعة الهيئة العامة والاعلان عن دورة ثانية، وتقول المصادر إن الفشل في تأمين ال65 صوتا، بل وفي كسر عتبة الـ 60 صوتا، هو الذي أسقط هذا المخطط الجهنمي، وهو ما يفسر حال الهستيريا التي أصابت أصحابه.
تعتقد مصادر نيابية ان ما جرى هو سقف ما يمكن فعله لصالح هذا المخطط الذي هزم وانتهى، وانتهى معه ترشيح أزعور، الذيب كانت وظيفته فتح الطريق لهذا المخطط، ولذلك توقعت المصادر أن يكون مناخ التفاهم السعودي الفرنسي الذي أظهره البيان المشترك على صعيد حجم التعاون الاقتصادي والمشاريع الكبرى التي وعدت الشركات الفرنسية بنيله، قد أنجز صفقة معاكسة لتلك التي تمت بين الرياض وواشنطن، نالت فيها السعودية الضوء الأصفر لخطتها نحو سورية مقابل امساك واشنطن بملف الرئاسة اللبنانية، فتنضوي فرنسا وراء الخطة السعودية في سورية، مقابل استعادة فرنسا التفويض في الملف اللبناني بعد الفشل الاميركي، وهذا يعني ان يحمل وزير الخارجية الفرنسية السابق جان ايف لودريان تصورا يمثل تنشيطا وتحفيزا للمبادرة الفرنسية نحو الملف الرئاسي اللبناني.
داخليا كان الأبرز ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن أن فشل المجلس بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفشل الكتل النيابية بعقد حوار جدي للخروج من هذا المأزق يبقيان الانتخابات النيابية المبكرة مخرجا وحيدا من الأزمة، وتعتقد مصادر نيابية ان كلام بوصعب من منبر بري ونقل استعداده للتفكير يعنيان رسالة للكتل النيابية بان الطرح قد يصبح جديا إذا بقي الاستعصاء عند بوابة رفض الحوار و الفشل في انتخاب رئيس، وهذا سوف يدفع بالكتل النيابية الى اعادة حساباتها لأن تحول الطرح الى مشروع جدي لا يستطيع أحد رفضه من زاوية ديمقراطية واصلاحية وسيادية.
2023-06-17 | عدد القراءات 336