جنين تضع الكيان أمام تحديات استراتيجية حول مستقبل الضفة …تكرر مسار غزة والجنوب

جنين تضع الكيان أمام تحديات استراتيجية حول مستقبل الضفة …تكرر مسار غزة والجنوب

المقاومة تحاصر جيش الإحتلال بالعبوات الناسفة وتفرض عليه الانسحاب مدحورا …مصابا

الجلسة التشريعية تتجاوز التعطيل…وثلاثية فرنسية ايرانية سعودية …وباسيل : لا حل الا بالتوافق

كتب المحرر السياسي

خطفت جنين الأضواء وفرضت إيقاعها حدثا أول في المنطقة، وفرضت على كيان الإحتلال تحديات استراتيجية، وقالت للغرب المسكون بهاجس أمن الكيان، أن لا استقرار ثابت ودائم في المنطقة من دون تقدم فلسطين إلى أولوية جدول الأعمال الدولي والإقليمي، وما قالته جنين بتفوق مقاومتها ونجاحها بإنتاج معادلة جديدة مع جيش الإحتلال، وصفها قادة الكيان بأنها تكرار لمشهد غزة وجنوب لبنان، وهو مشهد رسم سياقا تصاعديا فرض على جيش الإحتلال الانكفاء والتساكن مع توسيع رقعة سيطرة المقاومة وصولا الى الانسحاب، ولأن المواجهة في الضفة الغربية تستند الى نهوض شعبي وشبابي فلسطيني وقوى مقاومة تملك الإرادة والقدرة على تصعيد المواجهة وفرض المعادلات، تسندها مقاومة غزة و معادلات الردع التي أثبتت مرارا وتكرارا وفشلت محاولات كسرها، ومن خلفها محور للمقاومة مستعد لحرب إقليمية إذا فرضت المواجهة عليه هذا الخيار.

بعد عملية جنين الملحمية التي انتهت بمحاصرة جيش الاحتلال لأكثر من اثنتي عشر ساعة، وإلحاق إصابات مباشرة بجنوده وضباطه وآلياته، لم تعد عمليات المداهمة في الضفة متاحة أمام جيش الإحتلال دون المخاطرة بمواجهة فرضية مواجهة جنين أخرى، وبالتوازي لا إمكانية لقبول التساكن مع ظاهرة جنين القابلة للتوسع، والقلق كبير من مخاطر التورط بتنظيم حملات عسكرية غير مضمونة النتائج، وقد تفتح الباب أمام تحولات استراتيجية يصعب التعايش معها إذا انتهت إلى ما انتهت إليه سابقاتها في غزة وجنوب لبنان، وهذا معنى المأزق الاستراتيجي الذي فرضته جنين على الكيان.

لبنانيا انتظار في ظل الاستعصاء الرئاسي، وأول الانتظارات هو لزيارة وزير خارجية فرنسا السابق جان ايف لودريان، الذي تؤكد المعلومات الدبلوماسية انه لايحمل مبادرة معينة، وأنه سوف يكتفي بالاستماع، لتجميع خلاصة مواقف الأطراف اللبنانية ومقترحاتها للخروج من الاستعصاء لفتح الباب أمام مرور الوقت اللازم لتبلور صورة المشهد الإقليمي الذي تتصدره التطورات المرتقبة على المسار السوري وفقا للمبادرة السعودية، وعلى مسار التفاهمات الأميركية الإيرانية المتسارعة.

بالتوازي تتبلور محادثات سعودية ايرانية يفترض ان تتقاطع سعوديا مع التشاور الفرنسي السعودي، وهذا يعني المزيد من الانتظارات، والتساكن مع الاستعصاء، حتى لو تكررت الدعوات لعقد جلسات انتخابية، وفي قلب الوقت المحكوم بالجمود تحدث رئيس التيار الوطني الحر عن المسار الرئاسي مؤكدا أن "هناك أزمة نظام في البلد، والحل ليس التقسيم، فنحن مؤتمنون على لبنان بكامله، والفدرالية مرفوضة مذهبيًا وليست ممكنة بسبب توزعنا الجغرافي، لذا ما يبقى هو النظام الطائفي أو النظام المدني، لكن النظام الطائفي لا يدوم"، مشدّدًا على أنّ "لا أحد من الأفرقاء الثلاثة، إن كان الممانعة أو المواجهة أو فريقنا قادر أن يأتي برئيس للجمهورية لوحده، لذا يجب أن نلجأ إلى التوافق، ولا نستطيع أن ننتظر الظروف الخارجية لأن الانتظار مميت"، وأوضح أن أنّ "أولويتنا اليوم في البلد بظل التفاهمات التي تحصل في المنطقة هو قيامة الدولة وتحصين الاقتصاد، وان المقاومة حمت لبنان وهناك ترجمة فعلية للاستقرار في الجنوب، لكن اليوم أراهن على عقلانية "حزب الله" بأن يضع مصلحة لبنان قبل كل شيء"، مضيفا أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد خير سند في مشروع اندماج المسيحيين في بيئتهم المشرقية.

على الصعيد التشريعي نجحت جلسة الأمس بتجاوز التعطيل وتوافر النصاب بمشاركة نواب تكتل لبنان القوي، وأقر المجلس القانونين الخاصين بتأمين فتح اعتمادات الرواتب والتعويضات الخاصة بالقطاع العام.

 

2023-06-20 | عدد القراءات 341