يخيّر بتسلئيل سموتريتش الفلسطينيين في الضفة الغربية بين خيارات ثلاثة لا رابع لها … إما ان يخضعوا بطريقة مطلقة ، وبدون مواربة وبلا مقاومة للفاشية الإسرائيلية ، فيقبلوا بخنوع شاكرين حامدين ما تقدمه لهم هذه الحكومة العنصرية … وإما ان يرحلوا طواعية ويجدوا لأنفسهم وطنًا بديلًا ، أو ينضموا الى جموع الفلسطينيين في المخيمات في الدول العربية المجاورة … وإما ان يقوموا بعملية انتحار جماعي ، وسيجدون في هذه الحالة كل مساعدة وعون من قبل " اسرائيل " … ولا يستطيع العقل الإسرائيلي القاصر ان يستشرف الحتمية الفيزيائية والتي تشي بأن الإصرار على إلغاء الآخر بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة ، سوف يؤدي بالضرورة الى استفزاز طاقاته الكامنة ، وتظهير ابداعات وتألقات في التناقض مع العدو ، ستحصّل بالحتم الى زواله ، خاصة وانه لا يرتكز في وجوده على اي إعتبار راسخ ، سواءً في التكوين الإنساني الهش الغير متوافق ، والذي يعوزه الكثير من اللّحَم التي تسهم في إنشاء كيان متسق … او في الحيثية الجغرافية المليئة بالنواقص من حيث العمق أو الاتساع … او من حيث القصور الديموغرافي … ولكننا في المقابل ، ورغم ان الحتمية التاريخية والجغرافية والديموغرافية تعطينا اليد العليا بدون مراء … إلا ان بلوانا تكمن في سلطة فقدت مبرر وجودها ، وتبددت صلاحيتها منذ لحظة وجودها بسبب إغفالها المزري والفادح لتطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني … أقصى ما في جعبة الرجل الثاني في السلطة … حسين الشيخ ، على كل ما يمارسه الكيان الزائل من انتهاكات وجرائم حرب متتالية ، هو الامتناع عن حضور اجتماع مزمع الأسبوع القادم بين السلطة ، وبين قيادة الإحلال من الصف الثاني … وبكل وقاحة ، ورغم كل هذا الانزياح الرسمي الاسرائيلي نحو تطرف غير مسبوق ، تستمر سلطة أوسلو بالتنسيق الأمني وبالرضوخ لإرادة الاحلال ، بالذات فيما يتعلق بالإبقاء على حالة الإنقسام الفلسطيني … ناهيك عن القرارات التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب فيما يتعلق بمسألتي الأسرى والاستيطان … كيان مارق وسلطة باهتة بلا روح ، سوف تكونان وقودًا لمحرقة لا ترحم القتلة والمتخاذلين آخذة في التواجد بسرعات متلاحقة .
سميح التايه
2023-06-20 | عدد القراءات 366