حينما تطغى الرغبة في تحقيق الذات ومراكمة المكاسب المادية والمعنوية للفرد بغض النظر عن كون هذا الجنوح قد يلحق الأذى بالموقف العام او بالمجتمع الذي ينتمي اليه هذا الفرد … فهنا تقع الطامة الكبرى التي قد تخلق تهديداً وجودياً للمجتمع الكلّي … وهي في حالة كيان الإحلال تبدو نتيجة حتمية لا مناص منها … تتّخذ القرارات الآن في حكومة الكيان مجموعة من المتطرفين ، المغرقين في تطرفهم ، والذين ديدنهم في كل أدائهم اللفظي او العملي يستهدف إثبات أنهم أكثر حزمًا ، وأكثر تشددًا ، رغم ان تشدد القيادة ، أي قيادة على وجه الأرض ، لن يغيَر في موازين القوى على أرض الواقع ، بمعنى ان تبنّي سموتريتش وبن غفير لمواقف تدعو الى الاستيلاء على الضفة الغربية ، وتدنيس المقدسات بوتيرة أسرع ، واختصار إجراءات الموافقة على إنشاء المستوطنات من 6 خطوات الى خطوتين ، والتمادي في هدم البيوت ، وإطلاق النار للقتل ، كل هذا وغيره من التمادي في الفاشية والعنصرية لن يغيّر بقدر شروى نقير موازين القوى على الارض ، والتي في حالة التدحرج نحو الحرب الشاملة بسببٍ من المغالاة في التطرف لهذه القيادات المارقة ، سوف تؤدي بالحتم الى زوال هذا الكيان … محور المقاومة يتطلع الى إزالة الكيان من خلال استراتيجية تحول دون ان تتكبد قوى ودول المقاومة خسائر فادحة ، لأننا بإزاء عدو دموي يمتلك طاقة قتل وتدمير هائلة ، وبإمكانه ان يلحق بنا الكثير من الدمار ، رغم ان زواله حتمي ، ولكن اذا ما استطاعت قيادات محور المقاومة الفذَة ان تجعل هذا الكيان يتفكك من خلال اقناع مكوناته الإنسانية بأن الزوال قادم لا محالة ، وأنه لن يجدي فتيلًا خوض حرب خاسرة ، والأحرى هو المغادرة الى بلادكم الأصلية من دون قتال وسفك دماء ودمار … وهذا قد يتأتى من خلال مزيد من حشد القوى بشريًا وتسليحياً على كل مناطق التماس ، وتأجيج المقاومة في الداخل ، وفتح المزيد من الجبهات ، وتحبيط البناء النفسي داخل الكيان من المقدرة على التأقلم والانسجام في المنطقة ، وتعميق شعور مكوناته البشرية بأنه لا يمكن ان ينتمي الى مجتمعاتنا في الشرق الاوسط ، كل ذلك سوف يخلق تدريجيًا شعور عام بعدم جدوى هذا المشروع … والأولى العودة الى بلاد الدياسبورا التي تستطيع استيعابهم كما كانوا لمئات وآلاف السنين .
سميح التايه
2023-06-20 | عدد القراءات 318