سميح التايه تحقيق الذات

حينما تطغى الرغبة في تحقيق الذات ومراكمة المكاسب المادية والمعنوية للفرد بغض النظر عن كون هذا الجنوح قد يلحق الأذى بالموقف العام او بالمجتمع الذي ينتمي اليه هذا الفرد … فهنا تقع الطامة الكبرى التي قد تخلق تهديداً وجودياً للمجتمع الكلّي … وهي في حالة كيان الإحلال تبدو نتيجة حتمية لا مناص منها … تتّخذ القرارات الآن في حكومة الكيان مجموعة من المتطرفين ، المغرقين في تطرفهم ، والذين ديدنهم في كل أدائهم اللفظي او العملي يستهدف إثبات أنهم أكثر حزمًا ، وأكثر تشددًا ، رغم ان تشدد القيادة ، أي قيادة على وجه الأرض ، لن يغيَر في موازين القوى على أرض الواقع ، بمعنى ان تبنّي سموتريتش وبن غفير لمواقف تدعو الى الاستيلاء على الضفة الغربية ، وتدنيس المقدسات بوتيرة أسرع ، واختصار إجراءات الموافقة على إنشاء المستوطنات من 6 خطوات الى خطوتين ، والتمادي في هدم البيوت ، وإطلاق النار للقتل ، كل هذا وغيره من التمادي في الفاشية والعنصرية لن يغيّر بقدر شروى نقير موازين القوى على الارض ، والتي في حالة التدحرج نحو الحرب الشاملة بسببٍ من المغالاة في التطرف لهذه القيادات المارقة ، سوف تؤدي بالحتم الى زوال هذا الكيان … محور المقاومة يتطلع الى إزالة الكيان من خلال استراتيجية تحول دون ان تتكبد قوى ودول المقاومة خسائر فادحة ، لأننا بإزاء عدو دموي يمتلك طاقة قتل وتدمير هائلة ، وبإمكانه ان يلحق بنا الكثير من الدمار ، رغم ان زواله حتمي ، ولكن اذا ما استطاعت قيادات محور المقاومة الفذَة ان تجعل هذا الكيان يتفكك من خلال اقناع مكوناته الإنسانية بأن الزوال قادم لا محالة ، وأنه لن يجدي فتيلًا خوض حرب خاسرة ، والأحرى هو المغادرة الى بلادكم الأصلية من دون قتال وسفك دماء ودمار … وهذا قد يتأتى من خلال مزيد من حشد القوى بشريًا وتسليحياً على كل مناطق التماس ، وتأجيج المقاومة في الداخل ، وفتح المزيد من الجبهات ، وتحبيط البناء النفسي داخل الكيان من المقدرة على التأقلم والانسجام في المنطقة ، وتعميق شعور مكوناته البشرية بأنه لا يمكن ان ينتمي الى مجتمعاتنا في الشرق الاوسط ، كل ذلك سوف يخلق تدريجيًا شعور عام بعدم جدوى هذا المشروع … والأولى العودة الى بلاد الدياسبورا التي تستطيع استيعابهم كما كانوا لمئات وآلاف السنين .

سميح التايه 

 

2023-06-20 | عدد القراءات 318