الحسم العسكري في ريفي حلب وإدلب حتمي
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يلتقي الأتراك والغرب كله والعرب جميعا مع الدولة السورية على تصنيف جبهة النصرة التي كان اسمها تنظيم القاعدة في بلاد الشام وصار اسمها هيئة تحرير الشام، كتنظيم إرهابي لا مكان له في أي صيغة من صيغ الحل السياسي، على الأقل علنا، رغم المحاولات التي جرت وتجري تحت الطاولة لتبييض صفحتها وجس النبض حول امكانية جعلها ضمن المشهد السياسي السوري المقبل، بل ان البعض حاول تسليمها كانتون سوري في شمال غرب سوري على طريقة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خلال مفاوضات الانسحاب من حلب، عندما اقترح تسليم الهيئات الشعبية التابعة لجبهة النصرة نوعا من الإدارة الذاتية في حلب.
- في الظروف الراهنة لا مكان لمثل المناورات التي كانت تحلم بتفخيخ المشهد السياسي السوري بتشكيلات ارهابية مثل جبهة النصرة او هيئة تحرير الشام، لذلك يتحدث الغرب وبعض العرب والأتراك عن ما يسمى بالمعارضة السورية التقليدية، والمقصود التشكيلات التي كان يضمها إطار الائتلاف المعارض وتشكيلات ما يسمى بالجيش الحر او لاحقا الجيش الوطني، وهي جهات تتلقى الدعم من تركيا ومن بعض الدول العربية، وتتخذ من تركيا وبعض العواصم العربية مقرا لها.
- خلال الأيام الماضية ركزت الدولة السورية معركتها على منطقة إدلب، وفقا للقراءة المشتركة مع الجميع لجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام بصفتها تشكيلات إرهابية، ونشهد منذ يومين معالم حملة عسكرية منظمة بالشراكة مع الطيران الروسي على المقار الرئيسية لهذه الجماعة، لكن أحدا لا يذكر أن ذلك يجري بعدما تمكنت هذه الجماعة من تصفية أي وجود للجماعات الأخرى، وقامت بطردها من المنطقة صوارت أرياف حلب، وخصوصا مدينتي عفرين والباب وعشرات البلدات والقرى المحيطة بهما، هي النقاط التي يتواجد فيها من يفترض أنهم شركاء في الحل السياسي.
- خلال اليومين الماضيين أيضا قامت هيئة تحرير الشام بتنظيم حملة عسكرية على مدينة عفرين وعشرات القرى المجاورة ونجحت خلال ساعات بسحق الجماعات المحسوبة معارضة وتعمل تحت الراية التركية، واستنجدت هذه الجماعات بتركيا طلبا للحماية، وبدأ الحديث عن أيام معدودة لوضع مشابه لعفرين في مدينة الباب إذا لم تتدخل تركيا.
- هذا يقول ان الجهة التي يجري الحديث عنها كشريك في الحل السياسي ليست إلا واجهة هشة لا وجود شعبي يحميها وتمثله، وأنها موجودة بقوة الاحتلال التركي، وان الجهة الوحيدة التي تسيطر على المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية هي الجهة المصنفة ارهابية، والتي لا حل معها إلا بالحسم العسكري.
2023-06-27 | عدد القراءات 496