عناقيد بايدن سميح التايه

اليوم ، وفقط اليوم … وبعد كل هذه الجلبة ، خرجت علينا صحيفة النيويورك تايمز الأميركية وهي تتحدث عن الذخائر العنقودية ، والتي ينتوي بايدن النائم ، وتابعه سوليفان إرسالها الى زيلينسكي العجيب لإحداث انقلابة نوعية ، ترقى الى مستوى… كاسر التوازن … مما يتيح ل فولوديمير تحقيق إنجازات كبيرة في ساحات القتال ضد الجيش الروسي الجبار … تقول الصحيفة … ان هذه الذخائر العنقودية ، هي بمثابة مخلفات عفى عليها الزمن ، وأنها مكدسة في مستودعات الأسلحة الامريكية ، بلا طائل ، وبدون فائدة ، مما حدى بإدارة النائم بايدن لتقييمها بمبلغ 800 مليون دولار ، ومن ثمّ إعطاءها للأوكرانيين ، رغم المؤاخذات الأخلاقية التي سوف تتكبدها الإدارة الاميركية … كون هذا النوع من السلاح محرّم دوليًا ، وكون معظم الدول الاوروبية وقعت على وثيقة حظر استعمالها في الحروب … الرد أتى سريعًا من القيادة الروسية ، بأن تزويد اوكرانيا بهذا النوع من السلاح لن يغير بقدر أنملة في مسار الحرب ، وان هذا التصرف اللاواعي من قبل إدارة بايدن يدل على مدى التخبط ، وغياب التقييم المتوازن ، لتصرفات لا يبدو انها تسعى لإنهاء الحرب … وهو يؤشر بالضرورة الى ان هدف الولايات المتحدة هو الاستمرار بالحرب الى مالا نهاية ، حتى آخر قطرة دم أوكرانية ، وحتى آخر يورو في جيب أوروبا العجوز ، والتي تحث الخطى نحو انتحار اقتصادي مؤكد ان لم تسحب ذاتها بعيدًا عن هذه الملهاة الحمقاء … 800 بليون يورو هي فاتورة الطاقة الأوروبية للعام الفائت ، والتوقعات بأنها ستصبح تريليون يورو للعام الجديد … تخصيص 2-3% من الناتج القومي الاجمالي لأوروبا سيذهب للتسليح ، واستعدادًا لحروب أمريكا العبثية … اي ما يعادل 350 بليون يورو  … لا غرو اذن ان رأينا الصناعة الألمانية في مهب الريح  … واذا رأينا الخدمة الصحية البريطانية وهي تكابد للبقاء على قيد الحياة ، واذا رأينا في شوارع بريطانيا 350 الف مدرس لن يعودوا الى صفوف التدريس ، لأنهم اصبحوا غير قادرين على تلبية الضروري من متطلباتهم بسبب التضخم … واذا رأينا كل هذا الغليان في شوارع فرنسا بسبب تنامي الفاشية والعنصرية ، والتي بدأت تتسلم زمام الامور في أوروبا بسبب نزوع الشعوب الاوروبية نحو التغيير يمينًا ، ظنًا منهم ان اليمين سينقذهم من مشاكلهم ، وعلى رأس هذه المشاكل ، الإنهيارات الاقتصادية ، وأفول القارة التي كانت في يوم من الايام … قارة باذخة .

سميح التايه 

2023-07-11 | عدد القراءات 361