رئيس النصرين التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

رئيس النصرين
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- عندما نتحدث عن تحرير الجنوب عام 2000 بصفته الانجاز اللبناني الوطني الأهم في تاريخ
لبنان، وعن النصر التاريخي في حرب تموز 2006 بصفته علامة التحول الأبرز في موازين
القوى في المنطقة بين كل مشروع للاستقلال والتحرر ومشروع الهيمنة الأميركية والعدوانية
الصهيونية، ننظر بالتأكيد لقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله بصفته سيد النصرين،
ونردد كلامه عن وصف القائد الشهيد الحاج عماد مغنية بصفته جنرال النصرين، لكن ما لا
يجب أن يغيب عن بالنا ولا عن ذاكرتنا، أن إنجاز هذين النصرين لم يكن متزامنا مجرد تزامن
بالصدفة مع وجود فخامة الرئيس المقاوم العماد اميل لحود في رئاسة الجمهورية، بل ان انجاز
هذين النصرين مقترن بالفعل مع وجود الرئيس لحود في سدة الرئاسة، فدوره لم يكن مجرد
شاهد على النصرين، او صديق للمقاومة في صناعتهما، بل بصفته الشريك الأبرز للمقاومة في
صناعة هذين النصرين، سواء من خلال موقعه الممتد منذ عام 1990 الى عام 1998 في
موقع قائد الجيش اللبناني ثم بعدها في رئاسة الجمهورية، كسند وشريك ومرجع وضمانة وخط
اشتباك حاضر في مواجهة كل مشاريع التآمر الداخلية والخارجية .
- يجب في كل مناسبة متاحة التذكير بأن شراكة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في صناعة
التحرير عام 2000، التي بدأت من محطات مواقفه كقائد للجيش عام 1993 برفض تنفيذ قرار
حكومي بنشر الجيش بوجه المقاومة والتقييد عليها في عدد من مناطق الجنوب، ثم من موقعه
الرئاسي ورعايته للجيش اللبناني في مواجهة أرنون التي تشارك فيها الجيش والشعب ومن
خلفهما المقاومة عام 1999 ، وصولا الى مواقفه من موقعه كرئيس للجمهورية خلال التحرير
ومفاوضات رسم الخط الأزرق التي توجتها محادثته الهاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية
مادلين أولبرايت لساعات انهاها بإقفال الخط، قائلا ردا على تهديدها بتذكيره بانه يخاطب وزيرة
الخارجية الأميركية، أنه يبدو لا تعرف انها تتحدث مع رئيس جمهورية لبنان البلد الذي هزم
إسرائيل، وصولا الى مواقف الرئيس لحود خلال حرب تموز 2006 وصبره وتحمله وثباته
وصموده وتمسكه بالموقف المبدئي الشجاع دفاعا عن المقاومة ولبنان، بوجه محاولات التعدي
والتمادي والتطاول التي شنت بوجهه بسبب هذه المواقف من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة
وعدد من الوزراء، ونهاية بتصديه لتهديدات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
- الرئيس اميل لحود بحق هو رئيس النصرين، وربما تفسر مواقفه خلال حرب تموز سبب
التمديد لولايته الرئاسية، ولعل هذا يكون سببا لفهم البعض لمعنى الرئيس الضمانة بشخصه
وشجاعته وثباته ووضوح مواقفه.

2023-07-12 | عدد القراءات 367