صباحات ناصر قنديل

صباح القدس يتجلى بقامات الجهاد، تغادر ونعيها يتردد على مدى البلاد، كان خلوقا وكان أديبا، كان عالما وكان قريبا، كان مناضلا، وكان مقاتلا، كان رفيقا، وكان صديقا، كان مؤسسا في المقاومة، ما كان يقبل المساومة، ولا كانت تعنيه المكاسب، ولا تغريه المناصب، كان خجولا في طلب المواقع، شجاعا في الحرب يهاجم و يدافع، كان وكان الشيخ عفيف، نزيه العقل وصاحب كف نظيف، كان مع الجميع ودودا، وكان للطائفية والمذهبية عدوا لدودا، تعرفه صيدا ويعرفه الجنوب، تعرفه التلال والدروب، واللبنانيون وبلاد العرب، يعرفه طلاب العلوم الدينية في لبنان وقم والنجف، يعرف المقاومون والمؤمنون فيما فعل وما كتب، و فيما قال وفيما عرف، نعرفه نحن في البناء، ما أضاع الهدف، قلم من ذهب، يسمي الأشياء بالأسماء، واضح وضوح الشمس، عفيف العقل والنفس، وأعرفه رفيق درب خلال أربعين عاما وأكثر، طيب القلب وعقل موسوعي خلاق، رفيقه قلم ودفتر، وسؤاله للأحبة ألم تشتاق، وقد ترك إرثا عظيما، وثلة من الفرسان، كما كان المصاب أليما، فإن العزاء بالعرفان، دمعة حب على خد محمد، وقبلة على الجبين، و للشيخ الصادق وحسن وأحمد، ورفاق دربه المقاومين، تحية من القلب، فهذا هو الدرب، نمسك أيدي بعضنا، نودع الأحبة والرفاق، ضميرنا مرتاح ومثله أرضنا، أننا جباه شامخة وقلوب تشتاق، والى اللقاء أيها الشيخ الجليل بعد حين، سيحمل من يصل منا سلامنا للقدس وفلسطين، ستذكرك منابر عاشوراء، ويذكرك الأصدقاء. 

- ناصر قنديل

2023-07-15 | عدد القراءات 431