تصويت الكنيست اليوم على التعديلات القضائية يضع كيان الاحتلال أمام خطر الانحلال
ميقاتي من روما : البرلمان الأوروبي تسبب بخيبة أمل …وقراره انتهاك صارخ للسيادة
تلويح بخيار المرشح الثالث يسبق وصول لودريان…والثنائي لن يفرض أحد علينا رئيسا
كتب المحرر السياسي
يبدو من مشهد مئات الآلاف المتجمعين في شوارع القدس وتل أبيب، ومما يتردد في وسائل إعلام الكيان عن حجم الامتناع عن الالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث قرابة الثلاثين ألفا أعلنوا رفض انضمامهم الى الخدمة العسكرية احتجاجا على التعديلات التي يتم التصويت عليها في الكنيست اليوم لتصبح نافذة، أن الكيان أمام خطر الدخول في طريق اللاعودة في مسار الانقسام، وهو انقسام غير مسبوق في تاريخ الكيان، سواء بحجم الشرائع الاجتماعية الواقفة على طرفيه، أو لجهة حجم ومستوى جهوزيتها للتصادم، فمن جهة تكفلت التعديلات القضائية بقسمة الكيان الى شطرين متقابلين عموديا، لأن التعديلات القضائية تعني إطلاق يد الحكومة التي تضم اليمينيين المتشددين دينيا، بما هو أكثر من إعفاء رئيسها بنيامين نتنياهو ووزراءه من الملاحقات القضائية الجارية بحقهم بتهم جنائية أبرزها الفساد، وصولا الى ما يخشاه العلمانيون الذين أسسوا الكيان من تغيير طبيعة النظام السياسي نحو التشدد الديني، وانتهاء بالقلق الذي يثير الرساميل والشركات من تراجع النظام القضائي وتأثير ذلك على النشاط الاقتصادي والثقة بقدرة المنافسة القانونية على الصمود، بغياب نظام قضائي يده اعلى من يد الحكومة والسياسة ومراكز النفوذ، وقد ظهر بوضوح من حيوية الشارع المعارض للحكومة وتوجهاتها بتعديل النظام القضائي درجة الراديكالية التي استنهضتها الحكومة لدى خصوم صار لهم شارع كان غائبا حتى الأمس، والخشية من تصادم هذا الشارع مع شارع مقابل يمثله المتطرفون الدينيون هو ما يدفع بقادة الكيان وفي مقدمهم رئيسه اسحق هرتزوغ من ان يكون ما يجري مدخلا لحرب أهلية، بينما يصفه الكثيرون من القادة ببداية الخراب الثالث، ونتاج لعنة الثمانين، ويتحدثون عن ان الكيان ذاهب الى الانحلال اذا لم يتم تدارك الأمر بالذهاب الى تسوية بدلا من التصويت الثالث والحاسم على التعديلات، ويبذل الأميركيون جهودا حثيثة في الربع الأخير من الساعة لانتاج مثل هذه التسوية، بعدما فشلت محاولة اتحاد نقابات العمال الهستروت في اقناع حكومة نتنياهو بصيغة وسطي للتعديلات، وانتهت مهلة الأخذ بها مساء أمس، برفضها من الحكومة، وفتح الطريق لانضمام الهستدروت الىالمواجهة مع الحكومة، وهو ما يعني انتقال الاضرابات الى اغلب المرافق الحيوية في الكيان، بينما يتحدث رئيس الركان في جيش الاحتلال عن خطر انهيار القدرة العسكرية للجيش في ظل ما يلحق به من تدعيات هذا الإنقسام.
لبنانيا، تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام منتدى روما حول المهاجرين، عن خيبة أمل لبنانية كبيرة من قرار البرلمان الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان واصفا القرار بالاعتداء الصارخ على السيادة اللبنانية، وفيما ينتظر اللبنانيون ما سيتكشف عنه الوضع في مصرف لبنان غدا مع المؤتمر الصحفي المرتقب لنواب حاكم المصرف لمعرفة قرارهم النهائي بتحمل المسؤولية أم الاستقالة وصولا لتصريف الأعمال، عاد بعض الحراك الاعلامي الى الملف الرئاسي مع الاعلان عن قرب وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، حيث تناقلت العديد من وسائل الاعلام ان المطروح على الطاولة هو الدعوة للتخلي من المعسكرين المقابلين عن مرشحيهما، أي التخلي عن ترشيح كل من الوزيرين السابقين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، وهو ما رأت فيه القوى الداعمة لترشيح فرنجية، اذا صحت المعلومات عن وجهة التحرك الفرنسي القادم وفقا لقرارات اللجنة الخماسية، كما قالت التقارير الاعلامية،انه إنهاء لحياد اللجنة الخماسية والمبادرة الفرنسية، فهذا تماما تحقيق للغاية من ترشيح أزعور، وهي غاية كانت معلنة من قبل أصحابها محورها إسقاط ترشيح فرنجية، ولذلك قرأت مصادر نيابية في الكلام المتزامن لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، و المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، استباقا وقائيا لوصول لودريان بالاعلان عن الترحيب بكل مسعى خارجي ايجابي ورفض قطاع لأن يملي اي خارج خيارا رئاسيا.
2023-07-24 | عدد القراءات 324