هل يصمد الكيان حتى الثمانين ؟ التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

هل يصمد الكيان حتى الثمانين ؟

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- يجمع قادة الكيان على المستويين السياسي والعسكري على أن مأزقا وجوديا ثقيل العبء يواجه الكيان، مع تبدد قدرة الردع التي كانت مصدر قوته وثقة مستوطنيه بقدرته على البقاء، واجتمع القلق من تداعيات مأزق الوجود مع تبني هؤلاء القادة لتفسير غيبي للتنصل من مسؤولياتهم السياسية على صناعة الفشل والهزائم عبر التذكير بأن الممالك التاريخية لأجدادهم التي بنوا عليها نظرية أرض الميعاد، لم تبلغ عمر الثمانين، متحدثين عن لعنة الثمانين التي تلاحقهم، متخوفين من مستقبل أسود يسمونه بالخراب الثالث.

- ما يشهده الكيان على صعيدين رئيسيين يرسمان ايقاع يومياتهم، هما المواجهة مع المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية من جهة، وتجذر الانقسام السياسي الداخلي مع تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة التي ضمت متشددي اليمين الديني والقومي كما يصفونها، وتوجهها الحاسم نحو تغيير النظام القضائي بما يطلق يد الحكومة بصورة غير مسبوقة خارج اي رقابة قضائية.

- الواضح بعد الحملة العسكرية الفاشلة لتركيع مخيم جنين، وما تركته من تداعيات على الصعيدين الفلسطيني والاسرائيلي، أن المواجهة بين المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطيني والاحتلال ومن خلفه المستوطنين إلى تصاعد، لأن المقاومة والشعب الفلسطيني يزدادون ثقة بالقدرة على الصمود والانتقال من الدفاع الى الهجوم، والقدرة على تأمين أسباب القوة لمقاومتهم دون إسناد ناري من غزة ومحور المقاومة، بينما يزداد المستوطنون توحشا وعدوانية ويبحث الجيش المزيد من الخطط لجولات مواجهة قادمة، ما يعني واقعيا تكرار نموذج جنين وتوسعة بصورة تتيح نشوء ظواهر شبيهة بغزة عشية انسحاب الاحتلال منها، ما يبشر ببداية تلاشي قبضة الاحتلال عن الضفة الغربية التي تمثل الأرض العقائدية لمشروع الكيان.

- على الخط الموازي تحمل الأنباء الآتية من ساحات التظاهر والاحتجاج على حكومة نتنياهو تدفق مئات الآلاف الى الشوارع، وامتناع عشرات الآلاف من الضباط والجنود عن الخدمة في الجيش، بينهم تقنيون وطيارون في السلاح الأهم لقوة الكيان العسكرية، بصورة تضع مستقبل الكيان السياسي والعسكري على كف عفريت.

- السؤال الذي طرح في ضوء تسارع هذين المسارين، هي هل يصمد الكيان الى حين بلوغ الثمانين؟

 

2023-07-24 | عدد القراءات 309