نتنياهو يسقط فرص التسويات ويمضي قدما بالسيطرة على مؤسسات الحكم بإلغاء الرقابة القضائية
الانقسام يهدد بشل الاقتصاد والجيش في الكيان …والمعارضة تلجأ إلى المحكمة وتلوح بالتصعيد
لودريان اليوم بلا مبادرة…وميقاتي يعد نواب الحاكم بجواب قانوني على الضمانات خلال ثلاثة أيام
كتب المحرر السياسي
مضى بنيامين نتنياهو نحو إتمام السيطرة على مؤسسات الحكم، والامساك بمفاتيح الزنزانة التي كانت بانتظاره في دعاوى الفساد، ونحى الرقابة القضائية من موقع التأثير لتصبح مجرد تصديق بأكثرية يتولى تعيينها بعدما عدل قوام لجنة تعيين القضاة، والغى ما يسمى بقانون مخالفة المعقولية الذي يمكن للمحاكم بموجبه تعطيل أي قرار حكومي او تشريع برلماني، يعرض هوية الكيان أو قوانينه أو توازناته أو مصالحه للخطر، قرر نتنياهو أن مصلحته ومصلحة حليفيه ايتمار بن غفير وبتسلائيل سموترتيش تتقدم على مصلحة الكيان العليا، فصم آذانه عن النصائح الأميركية، وعن تلويح اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) بالاضراب العام، وتحدى نصف مليون متظاهر في شوارع القدس المحتلة وحدها، فكسر الجرة وأحرق السفن، وقال للجميع ننجز التعديلات ثم نفاوض، ورد عليه زعيم المعارضة يائير لبيد، انت كذاب ولن نتفاوض وذاهبون الى المواجهة، ووفقا لكبار المعلقين والمحللين فإن ما ينتظر الكيان هو مخاض عسير، لا يمكن التنبؤ بمفاعيله، فالمجتمع منقسم عموديا، والاقتصاد بدأت تظهر عليه علامات الإنهاك، فالشركات الأجنبية كما قال أكثر من مئة من الدبلوماسيين الحاليين والسابقين للكيان في الخارج، لن تبقى بعد إقرار التعديلات القضائية، والخبراء الماليون يتوقعون هجرة للرساميل و تراجعا في أسعار الأسهم وسعر صرف الشيكل، وارتفاع التضخم والبطالة معا، والشباب وفق استطلاع رأي صحيفة معاريف ينتظرون فرصا للهجرة، أما الجيش كما يصف حالته وزير الدفاع، الذي هدده نتنياهو بطرده من حزب اللبيكود واقالته من الحكومة اذا لم يصوت مع التعديلات، فأقل ما ينتظره هو الضعف والوهن، أمام تزايد أعداد الممتنعين عن تلبية طلب الانضمام الى الخدمة من الاحتياط الذي يمثل ثلثي جيش الاحتلال العامل، وبين الممتنعين مئات ضباط سلاح الجو الذي يشكل عصب جيش الإحتلال، وبينما تتيح التعديلات التي تم اقرارها أمس، لبن غفير وسموتريتش البدء بتنفيذ مشاريعهما في توسيع المستوطنات، ومصادرة الأراضي والبيوت من الفلطسينيين، والمزيد من تسليح المستوطنين وتشكيل الميليشيات، فان هذا يعني المزيد من الاشتعال في الضفة الغربية والقدس.
في لبنان، ينتظر اليوم وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في زيارة وصفها بيان الخارجية الفرنسية، بأنها " في إطار مهمته في التسهيل والوساطة، بهدف خلق الظروف المؤاتية للوصول إلى حل توافقي لجميع الجهات المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية"، ما يعني أن المهمة أقرب إلى استطلاع الآراء المتباعدة، والتي يصعب التوفيق بينها دون عرض مبادرة للنقاش، ليست على جدول أعمال لودريان، بحيث تصبح مهمته جزءا من قواعد إدارة الفراغ، دون إعلان الفشل.
ماليا التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نواب حاكم مصرف لبنان وبعد اجتماع مطول قال وزير الاعلام زياد مكاري ان ميقاتي وعد نواب الحاكم برد قانوني على طلبهم لضمانات قانونية لإقراض الحكومة، خلال ثلاثة أيام، بينما تنتهي ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يوم الإثنين المقبل، ويلوح نوابه بالاستقالة ما لم يحصلوا على الضمانات القانونية لإقراض الدولة، حيث أوضح مكاري أن لا حديث حتى الآن عن التميد لسلامة أو تعيين بديل له، أو تليفه بتصريف الأعمال.
2023-07-25 | عدد القراءات 338