لودريان يعود للاستكشاف …وتجزئة الحوار…وتوسيع المبادرة نحو التنافس بين سلتين رئاسيتين
الاحتلال يشير إلى رسائل حدودية للمقاومة نحو المستوطنات تشبه رسالة المسيرات إلى كاريش
بري وميقاتي لتعيين حاكم جديد… التيار يرفض وحزب الله يتحفظ…فهل يعود التمديد بسقوط التعيين؟
كتب المحرر السياسي
ثلاثة ملفات متحركة بقوة أمام اللبنانيين، الملف الأول هو الحراك الرئاسي في ضوء ما يحمله المبعوث
الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي وصل أمس الى بيروت وبدأ اتصالاته ولقاءاته، حيث التقى
رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط ورئيس حزب الكتائب
سامي الجميل، وقالت مصادر متابعة للملف أن زيارة لودريان هي محاولة لتفادي إعلان الفشل، في ظل
عدم امتلاك اللجنة الخماسية لأي مبادرة حقيقية لإنهاء الفراغ الرئاسي، وهو ما عبر عنه بيانها بالعودة
الى مناشدة النواب اللبنانيين المبادرة الى انتخاب رئيس جديد، وتقول المصادر ان لودريان يسعى الى
تجزئة الحوار عبر لعب دور الوسيط بين الأطراف بنقل المواقف والمقترحات، وادارة التفاوض غير
المباشر بينها، طالما أن الدعوة لطاولة حوار جامعة يواجه برفض بعض الأطراف، وخصوصا الفريق
الذي تقوده القوات اللبنانية، ويضم مؤيدي ترشيح النائب ميشال معوض قبل نجاح المسعى القطري
بتشكيل التقاطع الداعم لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وتقول المصادر إن الثنائية التي مثلها
الطرح الفرنسي بجمع ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية مع اقتراح تسمية
السفير نواف سلام كرئيس للحكومة، قابلة للتطور لتصبح أكثر من ثنائية متشابهة، في سلال تضم
مرشحين لرئاسة الجمهورية يمثلون فريقا ومقابلهم مرشحون لرئاسة الحكومة يمثلون الفريق المقابل،
واستكشاف امكانية الذهاب بهذه السلال الى التنافس الانتخابي دون تعطيل النصاب.
الملف الثاني، هو ما يجري على الحدود، حيث التوتر القائم والمستمر منذ قرابة الشهرين، عندما بدأت
قوات الاحتلال بتجريف الأراضي في المناطق اللبنانية التي تم احتلالها بعد عام 2006 كحال الجزء
الشمالي من بلدة الغجر، رغم ما نص عليه القرار 1701 وإعلان حكومة الاحتلال عن موافقتها على
الانسحاب منه منذ عام 2010، ومثلها محاولات بناء الجدار في المناطق التي تحفظ عليها لبنان عام
2000 مع ترسيم الخط الأزرق وقبل الاحتلال التسليم ببعضها دون أن ينسحب ورفض التسليم ببعضها
الآخر، هذا اضافة الى منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لا يجادل الاحتلال في لبنانيتها بل في
تبعيتها للقرار 425، رابطا بينها وبين الجولان السوري المحتل، و القرارين 242 و338 علما انها
وقعت تحت الاحتلال بعد صدورهما، وربطا بهذه الخطوات العدوانية تحرك الأهالي وتحرك الجيش
اللبناني، وتحركت المقاومة، واخر التحركات كانت ما كشف عنه الاعلام في كيان الاحتلال عن
دوريات للمقاومة قرب مستوطنات الجليل، وخصوصا مستوطنة دوفيف، بما شبهه الخبراء في الكيان
برسالة الطائرات المسيرة فوق حقل كاريش في ظل النزاع الحدودي البحري، وما يعنيه ذلك من
احتمالات تصاعد التوتر إلى مواجهة.
الملف الثالث هو ملف مصرف لبنان، حيث عاد تعيين حاكم جديد الى الواجهة، مع فرضية استقالة نواب
الحاكم، وقد انتهى اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري الى
الاتفاق على عقد جلسة للحكومة يوم غد الخميس لتعيين حاكم جديد، وفيما بدأ ميقاتي إجراء اتصالاته
بالوزراء محاولا جمع الثلثين وضمان تصويتهم على التعيين، والتداول بالأسماء المقترحة، ومحاولة
اختيار ما يوحي بعدم وجود نية لاستغلال غياب رئيس جمهورية لوضع اليد على هذا الموقع الحساس
الذي يمثل خصوصية مسيحية في تركيبة السلطة، حيث يجري التداول بأسماء تحظى بقبول ورضى
القوتين المسيحيتين النيابيتين الكبيرتين، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، أو إحداهما، وفيما تبدو
القوات مرتبكة بعدما كان رئيسها سمير جعجع قد شجع على تعيين حاكم في ظل حكومة تصريف أعمال
قبل أن يعود وينقلب مع كتلته النيابية على هذا الخيار، فيما يتم التداول باسم الوزير السابق كميل ابو
سليمان المقرب من القوات كمرشح بارز لمنصب الحاكم، بينما حسم التيار الوطني الحر موقفه بخوض
معركة التصدي لمحاولة تعيين حكام جديد، طارحا صيغة الحارس القضائي كبديل، في ما يتحفظ حزب
الله على التعيين، خصوصا ان الحوار بنيه وبين التيار الوطني الحر قد بدأ منذ فترة وجيزة ولا يحتمل
انتكاسة بهذا الحجم، بينما يسعى لارئيس ميقاتي الى السعي لاستمالة بكركي أملا بتغيير املناخ
المسيحي، وأبدت مصدار مالية خشيتها من أن تؤدي معارضة التعيين الى تسهيل اعادة تعويم خيار
التمديد لسلامة، ولو بصورة مواربة مثل تصريف الأعمال.
2023-07-26 | عدد القراءات 339