تقدم جوهري في محادثات كيري ـ ظريف... والتحالف الكردي أبرز المشاركين عن المعارضة السورية

تقدم جوهري في محادثات كيري ـ ظريف... والتحالف الكردي أبرز المشاركين عن المعارضة السورية
ثلاثيات جنيف وموسكو تفتتح عام السياسة
تعميم الخارجية ينهي عاصفة التأشيرة للسوريين

كتب المحرر السياسي:

كل المؤشرات التي رشحت من اجتماعات وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف تقول إنّ الأمور تسير نحو تتويج الحوار بتفاهم واسع وشامل، وفقاً لمصدر روسي متابع للحوار حول الملف النووي الإيراني، والمصدر الذي ينتظر موعد اجتماعات الدول المشاركة في الحوار مع إيران على مستوى الخمسة زائداً واحداً، يقول إن بلاده لعبت دوراً محورياً في التقريب بين الفريقين الأميركي والإيراني من خلال الاجتماعات التمهيدية التي شهدتها كل من طهران وجنيف، بين موفدين روس وكل من الوزيرين كيري وظريف.

يقول المصدر إن ثلاثية جنيف التفاوضية مع إيران الممتدة بين السادس عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري، والتي تبدأ غداً وتستمر حتى الاثنين المقبل تشكل علامة فارقة في جلسات التفاوض لأنها تأتي على خلفية تفاهم سياسي إيراني أميركي على رسم إطار للملف النووي في قلب الرؤية الأشمل لتبريد النقاط الساخنة، التي باتت عبئاً يحول دون تحقيق أعلى نسبة حشد للقدرات في حرب على الإرهاب يخوضها العالم كله وتشكل سبباً كافياً لتدوير زوايا الخلاف.

جاء كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التحذير من أي عقوبات جديدة يفكر بها الكونغرس بحق إيران، ليطمئن الجانب الإيراني إلى صدق الوعود التي أطلقها كيري في الاجتماع.

بالتوازي مع ثلاثية جنيف تنعقد بعد عشرة أيام ثلاثية موسكو المخصصة للأزمة السورية، وتستمر من السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، والتي ستشكل التمرين الأول لنزع راية التفاوض مع الحكومة السورية من موقع مقاعد المعارضة من يد الائتلاف وسلفه مجلس إسطنبول، وهما التشكيلان اللذان تقودهما تركيا والسعودية وتتناوبان عليهما، ويشكل الإخوان المسلمون العصب التنظيمي فيهما.

التحالف الكردي هو الجائزة الذهبية لتمرين موسكو، فهو القوة الوحيدة في المعارضة التي ينطبق عليها توصيف الأميركيين للمعارضة المعتدلة التي تملك قدرة قتالية، وتقف في خنادق المواجهة مع الإرهاب وما يجري في عين العرب كوباني كاف ليقول ذلك، والتحالف سيكون أول مشاركي حوار موسكو.

التجمعات الأخرى ليست إلا واحداً من ثلاثة، تشكيلات تابعة للإخوان المسلمين عسكرياً وتنظيمياً تملك حضوراً متواضعاً في مناطق مختلفة تتشارك فيها مع «جبهة النصرة» ولا تستطيع أن تقود فيها أي اتفاق لوقف النار، وتلعب في السياسة تحت العباءة السعودية والتركية اللتين تريدان مقايضات على إنجاح الحوار تفوق حجم قيمة البضاعة المعروضة التي تمثلها هذه التشكيلات ومكانتها في الساحة السورية شعبياً وعسكرياً، أو هي تشكيلات تنتمي لفكر «القاعدة» وتعمل تحت عباءة «النصرة» ضمناً وتفتح قنوات مع داعش، وهي بذلك ليست جزءاً من أي حل أمني أو سياسي في نهاية المطاف، وتبقى التشكيلات التي تمثل وزناً إعلامياً ومعنوياً وفي العلاقات العامة لكنها تفتقد للمكانتين العسكرية والشعبية، وتتساوى في ذلك في ما بينها سواء ما كان منها داخل الائتلاف أو خارجه.

موسكو تنشط على خط الفريق الثالث وتتجاهل الأولين، وتعتبر الائتلاف كخليط غير مشجع، فإذا كان شريكاً في الحوار سيكون سبباً كافياً للفشل المتكرر الذي تم في مؤتمري جنيف السابقين، ولذلك فهي لا تنزعج من الكلام عن مقاطعة الائتلاف على رغم مواصلة اتصالاتها ببعض مكوناته.

ثلاثية موسكو تلاقي ثلاثية جنيف في افتتاح العام السياسي وليس في اختتام السياسة فيه، فمسار السياسة سيستهلك العام حتى تنضج الملفات الساخنة والمترابطة بالتوازي والتزامن للتبريد من أوكرانيا إلى إيران وسورية، وتظهر بوادر تترجم كلام نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان عن أهمية الحوار الإيراني السعودي في حلحلة الملفات الإقليمية.

لبنانياً فوق الترقب لمتابعة الملفات الأمنية بين ما جرى في رومية وما سينتج منه في مكافحة الإرهاب، وفي ملف العسكريين المخطوفين المتأرجح بين القلق والأمل، حسم تعميم لوزارة الخارجية الجدل الذي أثارته عاصفة التأشيرة التي تضمنها قرار اللجنة الوزارية الخاصة بالنازحين السوريين، وفرض تطبيقها على السوريين الراغبين بالدخول إلى لبنان، وجاء التعميم المتفق عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وباقتراح من المديرية العامة للأمن العام، بعد كلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من نقطة المصنع الحدودية، أن لا تأشيرة تفرض على السوريين، وأبلغ التعميم إلى السفارات اللبنانية في الخارج ومضمونه، أن السوريين الراغبين بالمجيء إلى لبنان لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول.

بعد الانتقادات اللبنانية العنيفة للإجراءات التي اتخذها لبنان بحق السوريين، أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين في تعميم على جميع البعثات والسفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، أنه بموجب كتاب «تعليمات» المديرية العامة للأمن العام الصادر في 9-1-2015، «لا يتطلب دخول الرعايا السوريين الحصول على تأشيرة من أي نوع، إنما الإعلان عن سبب الزيارة وحيازة المستندات المطلوبة».

ونص الكتاب على أن «تلك الإجراءات تهدف إلى التأكد من أن الرعايا السوريين الذين يدخلون لبنان ليسوا بنازحين، وهي لا تطاول أبداً الرعايا غير النازحين، وليست تأشيرة دخول إلى لبنان على الإطلاق، علماً أن الحدود بين الدولتين تبقى مفتوحة كالعادة من دون أي تغيير».

إلا أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري أكد في حديث إلى «البناء» و«توب نيوز» أن «الإجراءات ما زالت مطبقة والأمن العام يبذل جهوداً كبيرة لتلطيف عملية تطبيقها»، موضحاً أن «إعادة النازحين السوريين تفرض التنسيق مع الحكومة السورية».

«بنتاغون» رومية

أمنياً، كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه بعد دخول القوى الأمنية إلى المبنى «ب» في سجن رومية، ضبطت عمليات تواصل بين السجناء، والانتحاريين المسؤولين عن تفجير جبل محسن، وأصدقاء الانتحاريين، مشيراً إلى أن القوى الأمنية اكتشفت غرفة عمليات حقيقية مجهزة بالمعدات المتطورة، حتى ظن السجناء أنفسهم في «البنتاغون».

إلا أنه على رغم العملية الأمنية في رومية، بقي التهديد بالتفجيرات حاضراً في الشارع، إذ فكك الخبير العسكري صباح أمس عبوة ناسفة معدة للتفجير كانت موضوعة إلى جانب طريق عام مجدليا القلعة طرابلس مؤلفة من قارورة غاز في داخلها نحو عشرة كيلوغرامات من المواد المتفجرة وموصولة بفتيل صاعق وشريط كهربائي.

ريفي سيحمي طرابلس

وتواكب هذا الأمر، مع تصريح لافت لوزير العدل أشرف ريفي الذي نفى أن تكون له أي علاقة بالانتحاريين في جبل محسن، لكنه أكد أنه «عندما تقصر الدولة سأحمي طرابلس مهما كلف الثمن».

ورفض ريفي في حديث تلفزيوني كل الاتهامات التي توجه إليه، داعياً المواطنين إلى أن يحكموا على سلوكه، ومشيراً إلى أن هناك غرفاً سوداء تقف وراء هذا الموضوع.

وأشار إلى أننا «في خضم منطقة متفجرة جداً ونحن لسنا في جزيرة معزولة»، لكنه أعلن أن هناك قراراً دولياً وإقليمياً وتوافقاً من كل القوى على حماية البلد، داعياً إلى عدم الخوف من الانفجار الشامل.

وعن عملية سجن رومية، قال ريفي إن الظرف في السابق لم يكن يسمح بذلك، لافتاً إلى أن أحداً لم يكن قادراً على تنفيذ هذه المهمة من دون وجود إجماع وطني وإمكانيات، ورأى أن لحظة الإجماع الوطني الحالية شكلت الغطاء الأساسي لعملية سجن رومية.

ورداً على سؤال عن تصرفه في حال استدعاء المحكمة الدولية عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، أكد أنه ملتزم بكل ما تطلبه المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن هناك قرارات قد لا يستطيع تنفيذها اليوم لكن سينفذها لاحقاً.

على صعيد آخر، تابعت خلية الأزمة التي اجتمعت أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام قضية العسكريين المخطوفين وما آلت إليه الاتصالات في هذا الشأن.

رسالة من الحريري إلى عون

سياسياً، لم يبرز أي تطور على صعيد لقاء رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سوى أن أوساطهما مرتاحة لأجواء الحوار الممهد للقاء، فيما أعلن جعجع أن يدنا مفتوحة للمصافحة.

وبرزت أمس زيارة الوزير المشنوق إلى الرابية ناقلاً رسالة من الرئيس سعد الحريري إلى عون يؤكد فيها، بحسب المشنوق «أهمية الحوار بين كل الأطراف والذي يشجع عليها، والجنرال ميشال عون هو جزء رئيسي من ضمانة أي حوار سواء بين أطراف لبنانية مسلمة أو بين أطراف لبنانية مسيحية».

وقال: «وضعت دولة الرئيس عون في أجواء الحوار الذي يقوم بيننا وبين حزب الله وبطبيعة الحال تحدثنا عن ايجابية الحوار الذي بدأ بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وبالطبع شرحت له عن العملية التي حدثت في سجن رومية وقد بارك كل الخطوات».

ورأى أن «من المبكر الحديث عن تقدم في الحوار مع حزب الله، ولكن الحوار خيار استراتيجي لن نتراجع عنه ورغبتنا في إنجاحه أكيدة». وأشار إلى أن «موضوع السلاح مؤجل إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية. أما باقي المواضيع فكلها موضوعة على الطاولة».

من جهته، أوضح عضو التكتل إبراهيم كنعان انه في اللقاءات مع «القوات» نبحث عن اللقاح المطلوب لداء الخلل المؤسساتي ونمد اليد لقواسم مشتركة تسهّل هذا المسعى، فبدأنا ببلورة ورقة مشتركة والمسألة تسير بجدّية وايجابية وتتطلب بعض الوقت»، معتبراً أن «موقف المردة إيجابي من حوارنا مع القوات والرأي العام المسيحي مؤيد لخطوتنا، وأن مبادرة مدّ اليد أبعد من الكراسي والمناصب وتهدف إلى تحقيق شبكة أمان للدولة والكيان».

وأكد كنعان «أننا نسعى إلى تفاهمات وطنية لا تلغي التعددية والحق في الاختلاف، وعلى اللبنانيين عدم الخوف من الاختلافات السياسية، وحوارنا ليس بهدف التحالف مع أحد أو الإقصاء لأحد بل إن التيار «الوطني الحر» و«القوات» يحاولان الوصول إلى مظلّة تحمي الحقوق على أساس رؤية وطنية، ونحن متوافقان على ضرورة التمثيل الحقيقي والفاعل في موقع الرئاسة».

من جهته، أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي أن «الرئاسة تدخل في سلة النتائج وليس في سلة مسببات الحوار».

2015-01-15 | عدد القراءات 2143