يعرف الفرنسيون جيدا ان امن البلاد هو اكثر ما يمكن ان تتغنى به الشرطة الفرنسية و السلطات الفرنسة على حد سواء التي باتت تعرف بعد حادثة شارلي ايبدو ان الامور ليست على ما يرام و انها لم تعد كالسابق .
لا يمكن الاتسهانة بقدرات المخابرات الفرنسية و الفرق الجنائية و الشرطة المتواجدة دائما التي تواجه اليوم بعد الحادثة تحدي لا مثيل له من جهة و دعم غير مسبوق من جهة .
ساهمت شارلي ايبدو بانقسام الراي العام الفرنسي و العالمي معا فمنه من اعتبر الحريات مقدسة و منه من اعتبر ان الحرية المتطرفة تصبح لزاما على الدولة تحمل تبعاتها لانها قد لا ترتد سلبا عند من تستهدف و لانه قد لا يسلم الحال في كل مرة .
تضامن غير مسبوق مع الصحيفة المسيئة للرسول منذ سنوات و هو بالتاكيد تضامن اسلامي مسيحي لان لا الرسول يرغب بالانتقام له ولا يدعو سوى الى التسامح و الغفران ..
اما و قد حصل ا حصل فان السلطات الفرنسية باتت امام معطى هام مفاده ان الاساءة الى نبي الاسلام قد لا تحمد عقباه في كل مرة بغض النظر عن ان الارهابيين اصلا الذين يستهدفون فرنسا اليوم لا تقتصر نواياهم على الانتقام اذا صح التعبير بل تتعداها بكثير و ربما اخر ما يمكن وضعه بين لائحة اهدافها في اوروبا : الانتقام للرسول
هذه الجماعات التي اساءت للرسول لا يمكن ان تنتقم له ولا باي طريقة من الطرق عدا عن ان الجماعات التكفيرية ادرجت فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف معلنة انها " بدعة " و هددوا بتدمير الكعبة منذ شهور و عليه فان اعتبار ان الارهابيين ارادوا الانتقام للرسول ليس سوى تحريف للمشهد.
السلطات الفرنسية اليوم باتت امام تحدي كبير لكن السؤال المستجد لماذا تسمح السلطات الفرنسية للصحيفة الامعان في الاذى و الانتقاد طالما ان النتائج قد تستغل و تعتبر مدخلا الى العبث بالداخل الفرنسي ؟
كيف يمكن ان تقنع الحكومة الفرنسية ان مسالة الحريات اهم بكثير من امن المواطنين الفرنسيين الشخصي و دمائهم و لو لفترة بسيطة خصوصا و ان الامر لا يندرج سوى باطار الاساءة المشيوهة و المكروهة بالتاكيد ؟
شارلي ايبدو لم تسيء فقط الى النبي محمد بل اساءت الى المسيحية ايضا منذ ايام بتناولها السيد المسيح ايضا قبل ان تعاود نشر كاريكاتورا مسيئا للرسول اي قبل مرور اسبوع على الجريمة .
شارلي ايبدو صحيفة ككل وسيلة اعلامية قد تبتغي الربح و الاثارة و الترويج لنفسها لكن بالتاكيد هناك من قد يستغل ما تقوم به الصحيفة للترويج الى اساءة مقصودة للاسلام و تظهير الاسلام داعي للقتل و قمع الحريات في كل مرة يستفز فيها المسلومن في الارض بالاضافة الى ان هناك اليد الخفية الصهيونية الاستخبارية التي تعمل و تبذل الجهود الحثيثة منذ عقود للاساءة للمسيحية و للاسلام و قد نجحت بذلك عند المسيحيين حتى باتت معظم افلام السينما تتناول المسيح بشتى الطرق و تستكمل اليوم مشروعها عند المسلمين حتى تسقط هالة الدين عند المسلمين و مهابة النبي و صورته المقدسة عندهم .
شارلي ايبدو تعيد نشر صور جديدة مسيئة فقط للاذى و هي تعرف انه اذى لجزء كبير من سكان الارض ..
الصحيفة هذه ليست معروفة كثيرا عند الشارع الفرنسي و لم تستطع جذب الفرنسيين و معهم العالم سوى بعد الاساءة للرسول ليس لان المسلمين اصحاب راي قمعي انما لانهم لم يعتادوا حتى الساعة على التصالح مع فكرة ان حرية التعبير تتناول مقدساتهم كما استطاع المسيحيون التاقلم مع الفكرة نفسها حول العالم بجهود صهيونية مبيتة .
شارلي ايبدو نجحت بالتاكيد برفع سعر المبيع عندها كما ارادت و استطاعت نشر 3 ملايين نسخة من الاذى لاجل الاذى
السؤال السياسي موجه للسلطلت الفرنسية التي مفتر ض ان تتعاطى بمسؤولية امام هذا الامر و المفترض عليها اعتبار ان امن الفرنسيين و دمائهم اهم بكثير من اعتبار الاساءة حرية بوقت فرنسا لم تكن يوما سوى رمزا لحرية التعبير فلا بأس اذا اتخذت بعض القرارات حفاظا على سلامة المواطنين الفرنسيين و لعدم اعطاء الارهابيين مزيدا من الحجة ليس لاجل الخضوع انما من اجل رفع مستوى المسؤولية لدى التعاطي مع عدو مجرم .
السلطات الفرنسية مسؤولة عن هذا التجاوز و شارلي ايبدو ..اذى لاجل الاذى .
2015-01-15 | عدد القراءات 2539