: عين الحلوة … أم أنها عين المرّة

 

لست ادري أي عقل مضمحلّ بالغ التخلّف إلى درجة العته ، ينخرط في ملهاةٍ دموية عبثية ، ستلحق بشعبنا بالضرورة ، كل أنواع الأضرار … المعنوية والمادية والمصداقية ، وهي تأتي ، هذه الانخراطة ، في وقت بالغ الحساسية ، وعلى منعطف بالغ الخطورة ، يستدعى معه استنهاض كل القوى وبدون استثناء ، وتحصيلها نحو عدو قذف بكل ما لديه من فاشية وتوحش وتطرّف كيما يحسم الصراع مرة واحدة وإلى الأبد … العدو وصل الى قناعة بأن الأمر وصل الى منطقة لا تحتمل المواقف الرمادية ، وان التلكَؤ عن ممارسة البطش والقتل والتهجير سوف يترتب عليه المغامرة الجادة في مقدرة المشروع الصهيوني على الاستمرار … وبالتالي فهو وضع كل الاعتبارات مهما كانت جانبًا ، واندفع لا يلوي على شيء لتنفيذ عملية التفريغ للضفة ، والتركيع لشعبنا العظيم … فانبرى أسود جنين ونابلس وطولكرم والخليل وطوباس ، وكل مدينة وقرية وبلدة في ضفة العزة والشموخ للعدو يكيلون له الضربات من حيث يدري ولا يدري ، وقد أقسموا من فوق التلال والجبال و السهول والوديان ، أننا لها … وأننا سنقلب ظهر المجنّ … وان ليلنا سينبلج عن صباح النصر بعد قليل ، وان العبرة هي في القلوب ، وليست فيما تحمل الأيدي المرتجفة من السلاح … فهيهات منا الذلّة … وهيهات منا الانكسار . لا يمكن لمن يحاول تشتيت هذا العنفوان ، وهذه الروحية ، وحرف البوصلة في مثل هذه الظروف الماحقة ، والتي سيتفتّق عنها تحديد مصير شعبنا ، إلّا ان يكون مارقًا أو مرتزقاً ، وهو في كل الأحوال ليس جديرًا بالانتماء الى شعبنا … كل من يفتعل هذا الصراع في مخيم عين الحلوة أو في غيره هو مأجور يعمل لمصلحة قوة خارجية منخرطة في المشروع الصهيوني ، وتعمل لصالحه من دون تحفظات ، ويجب ان تكون هنالك وقفة جامعة لكل قوى المقاومة في كل مكان ، لإدانة هذا العار الذي يحدث في مخيم عين الحلوة ، ومن ثمّ استحضار أولئك الذين يفتعلوه نحو العقاب الصارم .

سميح التايه 

 

2023-09-13 | عدد القراءات 314