يبدو ان وزارة خارجية لبنان ووزارة خارجية السلطة الفلسطينية هما في سباق محموم ، للفوز بجائزة الوزارة الأكثر فشلًا وإغراقاً فيما لا يهم شعوبها وضياعها عن ملامسة الأمور الملحّة ، وعيشها في مبعدٍ كلّي عن اهتمامات الشعوب التي تمثلها … الخارجية اللبنانية أسفت البارحة لتجدد الأعمال العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناجورنو كاراباخ ، كما أدانت بشدة هذه الأعمال العسكرية ، وكانت هذه الوزارة من أوائل الوزارات في العالم والتي تنطّحت لإدانة روسيا على بدء العملية العسكرية ضد اوكرانيا… اما حينما كان مجلس الامن يناقش التجديد لليونيفيل مع بعض التعديلات الغير مقبولة بالنسبة للبنان ، اختفت الوزارة تمامًا ، وتركت الامور تتدحرج حيثما تشاء ، ثمّ تفاجأت بعد صدور قرار التمديد معدّلاً ، وقالت لنا … ليس في الامكان ، أحسن مما كان … الأدهى والأمرّ هو الموقف العجيب الغريب ، او لنقل ، اللاموقف من أصله ، إزاء مطالبة الإتحاد الاوروبي للدولة اللبنانية بالقبول باللاجئين السوريين على اراضيها والتوقف عن المطالبة بإعادتهم الى بلادهم … التزمت الصمت المطبق ، كأن الاتحاد الاوروبي يتحدث عن لاجئي الحرب في السودان … يقابل ذلك البيانات الشبه شهرية التي تصدرها وزارة المالكي في السلطة الفلسطينية والتي تدعو المجتمع الأنجلوساكسوني الدولي للتدخل في المشكلة الفلسطينية … تخلعنا التصريح ثم تختفي لشهر كامل ، كيما تعاود بعد شهر إطلاق التصريح ذاته … لن استغرب ان قامت وزارة خارجية لبنان العتيدة غدًا بإصدار بيان استنكار لممارسات الدولة الالمانية ضد الأقلية الغجرية التي تعيش هناك ، حتى تثبت لنا أنها لا زالت موجودة.
سميح التايه
2023-09-22 | عدد القراءات 216