الفلسفة التي اتبعها الوحش الصهيوأنجلوساكسوني في معرض سعيه للسيطرة المطلقة على منطقتنا تمهيداً لنهب الثروات ، وكذلك إنشاء قاعدة متقدمة مفعمة بالحياة ومدججة بكل ادوات التدمير والقتل لإرهاب شعوب المنطقة وتركيعهم ، هي فلسفة التقطيع والتقسيم الجغرافي ومن ثمّ خلق كيانات متضائلة ديموغرافياً مما يسهّل السيطرة عليها واستخدامها لتحقيق هدفي نهب الثروات ، وحماية الكيان الذي يشكل وجودًا وظيفيًا يخدم مصلحة الهيمنة الأنجلوساكسونية ، وفي ذات الوقت أمل الصهيونية في الوطن القومي … فقام هذا الوحش بإنشاء الممالك السبعة … ستة منها في الخليج … وواحد قبع على الحدود الأطول مع كيان الاحتلال ، يحميها ويؤمنها ويتفانى في تكريس هذا الوجود… لقد ترتب على هذا العمل الوحشي بحق أمتنا كل هذا الذي نعانيه اليوم من انهزام وتراجع وزوال المقدرة على الفعل في هذا العالم المتلاطم … لدرجة انني استطيع ان أقول ، وبدون تحفظات … التقسيم موت ، والوحدة حياة … فقط تخيّلوا معنا لو ان ما حدث لأمتنا منذ قرن من الزمان يحدث للصين الآن … يأتي الوحش الصهيوأنجلوساكسوني ، فيقوم بتقسيمها الى اربعين او خمسين كيانًا متضائلاً في وجوده الديموغرافي … سيكون هذا بمثابة نهاية لهذه الامة الصينية العظيمة ، والتي تقارع الغرب كله الآن … وتنتصر عليه . الدخول الصيني على خط المواجهة في سوريا الآن … سبتمبر 2023 … هو الموازي للدخول الروسي على خط المواجهة في سوريا ، سبتمبر 2015 … الانخراط العسكري الروسي كان انخراطًا صلبًا في الصراع … والشراكة الاستراتيجية الصينية السورية الآن هي بمثابة الانخراط الناعم في هذا الصراع … انخراط اقتصادي… تقني … مالي … او هكذا نأمل … لأن هذه الحرب الكونية لا تخاض فرادى ضد كتلة التوحش الصهيوأنجلوساكسوني… بل تخاض جماعة ومتوحدين حتى النخاع .
سميح التايه
2023-09-25 | عدد القراءات 293