سميح التايه: مجتمع السلطة الدولي والمقاومة السلمية

الوقاحة المطلقة… والمروق الذي ليس بعده مروق … سفير كيان الاجرام ، وكل موبقات الأرض ، وسرقة الأوطان ، وقتل الأطفال ، والعبث بكل ما هو خيّر يقف في الامم المتحدة ، وخلال القاء ابراهيم رئيسي لكلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليحمل صورة مهسا اميني ، والتي ماتت في ظروف طبيعية في ايران ، فاستغل الغرب ذلك ليعمل من هذا الحدث ، ومن خلال أدواته المرتزقة في الداخل ، حادثًا لحقوق الانسان والديموقراطية وحرية الكلمة والتعرّي في الشوارع … هذا هو الغرب الذي لن يتوقف أبداً عن هرائه ، وعن تغييبه للحقيقة بالقتل وبالتشويه ، وهذا هو الكيان المسخ الذي يلازم ويحالف الغرب الأنجلوساكسوني في سردية الشيطان المطلقة … يملأون الدنيا عويلاً وبكاءً مفتعلًا حينما يريدون الصاق التهم وفبركة الأجواء بكل من يحاول التفلّت من هيمنتهم وتوحشهم ونزعاتهم الشيطانية لنهب وقتل الشعوب ، وفرض الوصايات والنظريات المارقة … بينما يقتلون الشعوب بالملايين بدمٍ بارد وبخواءٍ مفرطٍ من اي التزام بأي قيمة انسانية ، او شعور بالانتماء الى هذه الإنسانية … لماذا لم يقم بالمقابل رياض المالكي ، العابس دائماً ، بحمل صورة شيرين ابو عاقلة ، الصحافية الفلسطينية الأمريكية ، والتي قنصت قنصًا وهي تؤدي واجبها كصحفية لقناة الجزيرة ، وترتدي المعطف الخاص بالصحافيين والمكتوب عليه بالبائن من الخط Press … لماذا لم يقم أبو أفق سياسي بحمل صورتها خلال القاء الفاشي النازي نتنياهو كلمته على منبر الجمعية العامة … ولماذا لم يقم احد اتباع دعبس ، رائد المقاومة السلمية العتيدة بحمل صور عشرات الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا على ايدي الجيش الفاشي الاسرائيلي ، فقط منذ بداية هذا العام ، وحسب احصائيات المنظمات الدولية … دعبس وزبانيته ليسوا فاضين لهكذا تظاهرات … لقد كانوا منشغلين بخطاب دعبس اللوذعي عن المقاومة السلمية ومؤتمر السلام العالمي … جماعة دعبس حضاريون ، لا يمارسون التظاهر بهذه الطريقة … هم متخصصون في مناظرات المحبة والسلام والاخاء والتفاوض بينما العدو يقوم بذبح شعبنا يوميًا في الضفة الغربية وغزة ، ويدنّس قطعان مستوطنيه أقصانا ومقدساتنا … مش فاضيين… ليس لديهم وقت لذلك ، اذ يبدو ان التنسيق الامني يستهلك كل وقتهم… ولا يبقى الا بضع دقائق كيما يطالبوا المجتمع الدولي للتدخل ولتأكيد عشقهم للمقاومة السلمية والدعوات لمؤتمرات السلام .

سميح التايه 

2023-09-27 | عدد القراءات 332