العتب الأرمني على قدر المحبة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- الأكيد أن العتب اللبنانيين الأرمن على أخوتهم في المواطنة، لضعف تلقي الكارثة الإنسانية التي لحقت بالأرمن في ناغورني كاراباخ، هو عتب في محله، والمقارنة البسيطة بين تفاعل البيئات اللبنانية المختلفة مع أحداث دولية ملتبسة في استحقاق التعاطف، أو على الأقل هي أقل إثارة للتعاطف من مأساة تشريد أرمن ناغورني كاراباخ، يؤكد أن هذا العتب في محلة.
- خلال الحادث الذي شهدته باريس في مقر صحيفة شارل إبدو المثيرة للجدل، والمتسببة بإثارة الكراهية وتعميم الثقافة العنصرية، كان لبنان تقريبا بأغلبية ثقافية وسياسية يكاد يلبس الحداد ويرفع شعار، كلنا شارلي ابدو.
- ما جرى في ناغورني كاراباخ هو اجتياح اذربيجاني لاحتلال منطقة متنازع عليها تاريخيا، بين الأرمن والاذريين، وسكانها أرمن بالكامل، بغض طرف وانكفاء من حكومة أرمينيا، انتهت بحل الكيان السياسي والأمني الخاص بالأرمن في ناغورني كاراباخ، وتشريد شعبها بالكامل، في استعادة لمشهد الهجرة الأرمنية المأساوية قبل قرن ونيف، بسبب المجازر التركية، و من خلال مساهمة مكشوفة من تركيا التي تشكل أحد داعمي نظام حكم أذربيجان، وفي استعادة لمشاهد تهجير الشعب الفلسطيني على أيدي العصابات الصهيونية، والنظام في أذربيجان أبرز حلفاء كيان الإحتلال.
- إقامة الحساب للغضب التركي وغضب كيان الإحتلال، ومن خلفهما وخلف حكومتي أذربيجان وأرمينيا معا تقف أميركا، على حساب مشاعر اللبنانيين الأرمن، معيب بحق من تخلفوا عن التضامن، وليس مطلوبا أكثر من مواقف تضامنية، أما قمع التظاهرة الأرمنية في تبييض وجه مقزز، تقدم عليه الحكومة ووزارة الداخلية، غب الطلب لحساب تركيا، أمر مشين ولا يشرف من أصدر الأوامر بالقمع، كما نقل النائب هاكوب بقرادونيان الأمين العام لحزب الطاشناق عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
- التعبير عن مشاعر التضامن مع أرمن ناغورني كاراباخ واجب إنساني، لكنه هنا يصبح مسؤولية أدبية وطنية، لمعانيه بالنسبة للبنانيين الأرمن، ومن واجب الجميع الوقوف أمام العتب الأرمني ومراجعة المواقف والإعتذار عن القصور والتقصير، لأن العتب على قدر المحبة، فالأرمن اللبنانيون بين التقسيمات اللبنانية من أهم جسور الوحدة، وأكثر التعبيرات صفاء عن الوطنية اللبنانية.
2023-09-30 | عدد القراءات 318