بقلم سعد الله خليل
حين يقول سماحة السيد حسن نصر الله أن اللعبة انتهت في سورية والأسد باق فهو ينطلق من حقيقة أدركها الغرب قبل الشرق وسلم بها العدو قبل الصديق بأن معركة سورية أم المعارك فمن يكسب في سورية يكسب المعركة والخسارة في سورية تجر تبعاتها بدأ من المنطقة لتتسع الدائرة شرقاً وغرباً وبناء على تلك المعطيات خاضت القوى الاقليمية والعالمية معاركها وبناء على تلك الحقائق جيرت واشنطن وإسرائيل قواها وأتباعها من دول وجماعات في حربها ضد سورية وما تمثله من انتماء لمحور يصل أميركا اللاتينية بروسيا مروراً بالشرق الاوسط عابر للقارات في فكره ومقاومته قوة الحملة ضد سورية قابلها مواجهة قوية استدعت في السياعية رباعية الفيتو المزدوج وصلابة مواقف روسية صينية إيرانية استندت على صلابة الموقف السوري الذي أفرغ مضمون الحملة ونزع عن أدواتها أية إمكانية لشرعية وطنية سورية أوعربية.
لم يقل سماحة السيد يوماُ كلاماً من فراغ ولم يقل عبر سنوات الأزمة السورية مرة أن الازمة انتهت كما قالها في حواره الأخير وهو يدرك أن كلامه يستند على معطيات ومقومات أولها وقائع الميدان على الأرض والتقدم الميداني للجيش العربي السوري ورجال المقاومة والقوى الشعبية المقاتلة على الأرض والتي بدأت تتبلور وتنمو كفصائل مقاومة شعبية لمواجهة تنظيمات النصرة وداعش يقابلها في المقلب الأخر تحلل وتأكل الجيش الحر على يد داعش والنصرة ولعل ما حصل في ريف دمشق من انهيار خلال أقل من 72 ساعة لتلك القوى على يد عصابات زهران علوش تقدم مثال على ما هية كيان كرتوني يسمى الجيش الحر والذي لم يعد له وجود سوى على المناطق المتاخمة للحدود مع الكيان الصهيوني هذا الانهيار وتبعاته أنهي أي وجود للسعودية على الساحة السورية وباتت خارج اللعبة وأنتهت أحلامها بامكانية فرض معادلاتها على الأرض فرضيت على مضض التسليم بالدور المصري بالحراك السياسي.
تركيا آردوغان العدالة والتنمية المترنحة بين انهيار المشروع الإخواني وتبعات دعمها لتنظيم داعش وانكشاف أوراقها يوماً بعد يوم لم تعد باستطاعتها القتال على الساحة السورية سوى بذراعها الداعشي الذي لم يعد يغري الغرب وبات مصدر قلق حقيقي وتهديد وجودي بعد أحداث فرنسا وألمانيا وبلجيكا التي اعتقلت خلية من العائدين من سورية تخطط للهجوم على الشرطة وبالتالي لم يعد الغرب يحتمل العبث بذراع داعش ولم تعد معركته بمحاولة امتصاص تبعات وردات الفعل بل انتقل إلى ما يمكن استثماره في معركة الفعل بالعمل على القضاء على تلك التنظيمات وهو ما أدركه سورية ومحورها وعملت عليها خلال السنوات الماضية وفق النفس الطويل لترك شوكة داعش تقوى في حلق الغرب بما يدفعه للتسليم بوجوب قلعها من جذورها وأولى خطوات الاقتلاع تحول الموقف التركي الذي بدأ يأخذ مواقف فعالة في العراق يمتد إلى الساحة السورية لدعم المطلب الغربي بضرورة الحرب على داعش.
أمام التسليم الغربي بعدم قدرته على ربح معركة سورية يقدم سماحة السيد خطوات الانتقال لمرحلة الهجوم المعاكس والحديث عن فتح جبهة الجولان بنمو المقاومة الشعبية والاستعداد لتقديك كل أنواع الدعم وهو ما يدرك معناه الأميركي والاسرائيلي حق المعرفة بأن الاعتدائات على سورية لم تعد مسموحة وحق الرد يفتح أفاق المواجهة من الرد بالرد أو فتح حرب بعيدة الأفق مستعدين لها لما بعد بعد الجليل وقادرين على السير بها.
يبدو أن خارطة الطريق أمام كل المعطيات تقدم أفاق التسويات بدأ من حوار سياسي يطفىء فتل حرب المواجهة الكبرى تقدم فيه أطراف الحرب على سورية أوراقها وتقبل بمقايضة داعش والنصرة بحقائب وزارية بعد فشل مشروعها باسقاط الرئيس الأسد وعدم قدرتها في السير بحرب واسعة الأفق وفشل المراوحة في ضمان أمنها وبالتالي يصبح لكلام السياسة والحوار الحد الفيصل وهو ما سيشهده عام 2015 باعتراف المبعوث الأممي إلى سورية دي ميستورا عام للسياسة ونصر الله كتب خارطة طريق النصر خلال عام
2015-01-16 | عدد القراءات 2349